إسرائيل في الدوامة

منذ قيامها قبل ثلاثة أرباع القرن، لم يحدث معها ما حدث في هذه الفترة.

دولة هي الأقوى تسليحاً في العالم، والأقوى تحالفاً من بين تحالفات الدول الصغيرة، والأقوى اقتصادياً إذا ما قورنت بدول بحجمها وعدد سكانها، هذه الدولة علقت في دوامة قاتلة ولا تعرف كيف تخرج منها.

حرب هي الأطول في تاريخها والأكثر خسائر بشرية واقتصادية، دولة تتباهى بأنها واحة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، تقبع في قفص اتهام محكمة العدل الدولية، ويتهدد قادتها مذكرات جلب أمام محكمة الجنايات الدولية.

دولة هي الوحيدة من بين الدول في القرن الحادي والعشرين، تحتل شعباً آخر، وتنكر على هذا الشعب حقه البديهي في الحرية والاستقلال وفي ذات الوقت تقف مترنحة أمام تيار الاعتراف الجارف بالدولة الفلسطينية، وهذه المرة من قلب أوروبا التي تعاملت إسرائيل معها كتابع تلقائي لها، تجرها وراءها إلى حيث تريد.

دولة تحارب في غزة، وجنوب لبنان وسوريا وإيران، وأماكن أخرى، وفي داخلها صراع حاد ليس بين فئات المجتمع وإنما على مستوى قمة القيادة والقرار.

دولة كل شيء فيها مختلف عليه، المحتجزون في غزة مادة خلاف بين الجمهور والقادة، فهنالك من يضحي بهم، وهنالك من يضغط لإبرام صفقة للإفراج عنهم.

وهذا بعض من عناصر الدوامة التي تغرق فيها الدولة العبرية، بينما رجلها الأول يواصل إنكار الحالة والتصرف باللغة كما لو أنه يحكم العالم.

ستظل إسرائيل عالقة في الدوامة ما دام قادتها ينكرونها ويطلبون من الآخرين إخراجهم منها، وما دام جمهورها يعيش تحت طائلة الشعور بالتفوق على الآخرين، وكأن العالم وجد لمجرد الانقياد لها.

Loading...