أمريكا.. ومسألة الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية

 

تواصل الإدارة الأمريكية عزل نفسها عن الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية، وذلك لإرضاء الحكومة الإسرائيلية وتخفيف الانتقاد الذي تتعرض له من قبل "اللوبيات" الداعمة لليمين الإسرائيلي في أمريكا، إلا أن ما لا تستطيع إدارة بايدن الإفصاح عنه صراحة، هو الموقف الحقيقي للإدارة.. كيف؟

أمريكا تحذر إسرائيل على نحو يومي بأنها تذهب بسياساتها الحربية الاستيطانية نحو عزلة حتى عن الدول التي تعتبر واقعة تحت مظلة أمريكا والناتو، وقد تبلور ذلك بالتصويت في مجلس الأمن والجمعية العامة، حيث العزلة الإسرائيلية الظاهرة ومعها موضوعياً العزلة الأمريكية.

تقول أمريكا أن الدولة الفلسطينية ينبغي أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وبما أن الدولة العظمى حامية إسرائيل وداعمة تشددها وانكارها للحقوق الفلسطينية المفترض أنها تسلم بها، فإنها تدرك بأن إمكانيات التفاوض على دولة تبدو أمراً مستحيلاً، فكيف يمكن أن تتحقق ما دام الأمر كذلك.

أمريكا في موسم الانتخابات أي موسم النفاق المصلحي لإسرائيل وداعميها، تنتهج منطقاً مزدوجاً ومتناقضاً في أمر الدولة، فهي تحتفظ بموقف علني يدعم الموقف الإسرائيلي الرافض لمبدأ قيام الدولة الفلسطينية، من خلال إظهار تحفظها على الاعترافات الأوروبية تحديداً، ولكنها ترى في الأمر برهاناً عملياً على تحذيراتها للحكومة الإسرائيلية من العزلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على "جبن ونفاق" الدولة العظمى التي تريد أمراً وتطأطأ رأسها أمام إسرائيل حتى فيما يخالف ما تريد.

ربما يقول قائل أن أمريكا أصلاً لا تريد قيام دولة فلسطينية، وهنا نحتاج إلى وضع النقاط على الحروف، فهي تريد دولة فلسطينية بمواصفاتها المطلقة، وبما يؤمن رضا إسرائيل عنها، وذلك في أول الأمر وآخره يعني أنها أسندت الأمر لإسرائيل، وما عليها إلا أن تتبع قرارها في هذا الشأن.

Loading...