نتنياهو يناور وهوامشه تضيق

جولة جديدة من جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار من ضمنها صفقة تبادل، بدأت في باريس وستتواصل خلال الأيام القادمة.

أصبح مؤكداً لدى كل المعنيين بهذه الجهود، وخصوصاً على مستوى الوضع الداخلي في إسرائيل، أن نتنياهو ناور بما فيه الكفاية، وعطّل قدر ما استطاع، ليجد نفسه أخيراً محشوراً في زاوية ضيقة، أي أن هوامشه التي لعب بها لم تعد فعاّلة، وأن أي مناورات جديدة ستكون عديمة الجدوى..

ناور في أمر إخلاء المدنيين من رفح..

ناور في اتهام مصر بالتلاعب وحتى التزوير في أوراق الصفقة.

ناور في إيجاد هوامش يلعب بها بين مصر وقطر.

ناور في اللعب على إدارة بايدن مستغلاً تأييد داعميه داخل الكونجرس والمؤسسات الأمريكية.

غير أن فرصه في مواصلة المناورات وجني مكاسب منها تتضاءل وقد تنعدم، وإذا كان لا يلقي بالاً ولا يقيم وزناً للموقف الأمريكي الداعم للصفقة، إلا أن ما لا يستطيع مواصلة تجاهله، هو التفكك المرتقب لكابينت الحرب إثر تهديدات غانتس وشروطه للبقاء أو الانسحاب، وكذلك ازدياد فاعلية أنشطة ذوي المحتجزين في غزة، الذين كان للشريط المصور أثراً هائلاً في تغيير الموازين، وحشره في الزاوية واضطراره ليس فقط إلى دخول جولة مفاوضات جديدة، وإنما حتمية تقديم تنازلات فيها.

جعبة الحاوي مليئة بالأفاعي، وهذا ما لن يتوقف نتنياهو عنه، ولكن يبدو أن الألعاب انكشفت وفقدت مفعولها، وهذا ما سيبدو جلياً من حيث النتائج خلال الأيام القليلة القادمة.

 

Loading...