مقالات مختارة

اخرجوا إلى الشوارع

بقلم: أسرة تحرير هآرتس

"تلك البنات لا يزلن في أسر (حماس)، فرجاء لا تشيحوا النظر. شاهدوا الشريط. ادعموا إسرائيل في إعادة أناسنا إلى الديار". هكذا نقل عن الناطق بلسان الحكومة لوسائل الإعلام الأجنبية، ديفيد منسر، في التقارير عن شريط اختطاف مجندات المراقبة من استحكام ناحل عوز. ودعا وزير الخارجية إسرائيل كاتس سفراء النرويج، إيرلندا وإسبانيا إلى حديث توبيخ وطولبوا بمشاهدة الشريط كي يروا ما فعلت "حماس".
تتميز هذه الحكومة بالمزايدة على كل العالم، لكن ما الذي تفعله هي وأساسا بنيامين نتنياهو كي يعيدوا المخطوفين إلى الديار؟ من يطالبون بإشاحة النظر عن الأشرطة، وعن الواقع الذي ينكشف منها هم أعضاء الحكومة الأكثر كارثية في تاريخ إسرائيل. "هل انتم بالقوة لا تريدون النوم جيدا في الليل؟" هذا ما كان لبتسلئيل سموتريتش أن يقوله للوزراء الذين شاهدوا الشريط في الشهر الماضي، حين عرض على "الكابنت". أما هو نفسه فرفض. لشدة التقزز، فهو ليس الوحيد. الحكومة وأعضاؤها هم من يحتاجون للتذكير "بما فعلت حماس" ولا تزال تفعله للمخطوفين والمخطوفات الذين في أيديها. وبالضبط لهذا السبب قررت العائلات نشر الشريط. "ما الذي يمكننا أن نفعله كي تستيقظ الدولة؟" صرخ من دم قلبه ايلي الباغ، والد مجندة المراقبة ليري.
15 مجندة مراقبة قتلن في قاعدة ناحل عوز، و7 أخريات اختطفن إلى غزة وهن أحياء. ليري الباغ، كارينا الييف، اغام برغر، دانييلا غربوع ونوعاما ليفي لا يزلن في الأسر. اوري مغيدش خلصتها قوات الجيش الإسرائيلي في أكتوبر. ونوعا مرتسيانو قتلت في غزة وأعيدت جثتها إلى البلاد في عملية عسكرية. شريط اختطافهن هو شهادة تقشعر لها الأبدان، دليل قاطع على وحشية العدو لكن ليس اقل من ذلك على الدرك الأسفل الأمني الذي تدهورت إليه إسرائيل بقيادة نتنياهو. شيء لن يطهره من ذنبه في الخراب الذي أوقعه على الدولة وعلى كل واحد وواحدة من الضحايا لذاك السبت اللعين ومنذئذ.
"حماس" لا تزال تحتجز في ايديها 128 مخطوفا ومخطوفة، الكثيرون منهم موتى. استمرار الحرب يعرض للخطر من لا يزال منهم على قيد الحياة. الأمر الوحيد الجدير هو الدفع قدما بصفقة لتحريرهم فورا. لهذا الغرض على الحكومة أن توافق على وقف الحرب. إذا لم يوقظ الشريط نتنياهو ورفاقه، على الجمهور أن يطالبهم بذلك بكل قوته. وإلا فإنه سيكون شريكا في فعلة تركهم لمصيرهم. اخرجوا إلى الشوارع.

Loading...