الجزء المتعلق بوقف الحرب على غزة من مبادرة بايدن، تطلّب موافقة حماس عليها وهذا حصل.
أمّا ما بعدها وهذا هو الأهم، وما يسمى باليوم التالي، فليس بحاجة لموافقات ومواقف وإعلانات، بل بحاجة لقرارات وترتيبات فلسطينية.
ما بعد الحرب والمصطلح على تسميته باليوم التالي، يعني فتح ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهذا ما يشغل بال العالم كله، وما حفّز العديد من الدول البعيدة والقريبة للإدلاء بدلوها في هذا المجال، وإظهار الاستعداد للتعاون من أجل بلوغ حل جذري للقضية الفلسطينية يبدأ من غزة ويمر بالضفة ويصل إلى قيام الدولة.
فهل الفلسطينيون مستعدون لذلك؟
الحكاية ليست اصدار مواقف وموافقات أو تحفظات، أو انتظار العالم كي يدعو الفلسطينيين للسكن في حل جاهز، الأمر ليس كذلك، بل كيف سيتعامل ممثلو الشعب الفلسطيني مع السيناريوهات المعقدة، التي ستبدأ حتماً في اليوم التالي.. إذا كان الانقسام سيظل مستمراً فكرة النار ستظل في الملعب الفلسطيني، وسوف تستخدم كذريعة مقنعة للتباطؤ في زخم الحل السياسي، وهذا هو المرجح، فالعالم يتحدث بصريح العبارات عن وضع السلطة في رام الله وواقع عجزها عن تحمل مسؤولياتها تجاه ما سينجم عن حرب غزة وما يبيت للضفة، وحماس التي ستكون في اليوم التالي مختلفة عن ما كانت عليه قبل الحرب وحتمية أن تتغير.
بقاء الوضع الفلسطيني على حاله وكأن العالم مجبر على التعامل معه كما هو أمر غير منطقي، والحاجة إلى تغيير الوضع إلى حال أفضل لم نرى منه ولو مقدمات بسيطة، إذاً فالرد الفلسطيني على مبادرة بايدن ما يزال ناقصاً، بل يمكن اعتباره عديم الجدوى إذا ما ظل على حاله.