منذ بداية العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية المتجددة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية منذ تشرين الأول / أكتوبر المنصرم على مدار الساعة، والتي طالت البشر والحجر، برز إلى الأمام وبقوة اسم سفير فلسطين في المملكة المتحدة حسام زملط، الذي أوصل صوت الحق الفلسطيني عبر وسائل الإعلام الغربية المختلفة بلغة متقنة ودراية سياسية رفيعة، مفنداً زيف الرواية الإسرائيلية وداعميها من نظم الغرب.
علاقات فلسطين
بعد اعتراف اسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينا بالدولة الفلسطينية أخيراً؛ بات لدولة فلسطين شبكة من السفارات والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدول التي تعترف بدولة فلسطين، ومعظم هذه البعثات موجودة في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، كما أنه يوجد العديد من الوفود والمكاتب التمثيلية الأخرى التي تمثل السلطة الوطنية الفلسطينية في بعض الدول التي لا تعترف أو تعترف جزئياً بدولة فلسطين بالإضافة إلى وفود ومكاتب تمثيلية في المنظمات المتعددة، كما أن العديد من تلك الدول التي لا تعترف بدولة فلسطين أو تعترف بها جزئياً قامت بمنح بعض الوفود والمكاتب الفلسطينية فيها درجة من الاعتراف على غرار ما هو محظور على غيرهم من الدبلوماسيين.
إدانة إسرائيل
بالعودة إلى أداء السفير حسام زملط؛ فقد استضافت عدة فضائيات ووسائل إعلام غربية السفير حسام زملط بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الاول / أكتوبر الماضي، وحرص خلالها على فضح ازدواجية الإعلام الغربي، الذي لا يتحدث عن الجرائم الإسرائيلية ويسعى بالمقابل إلى شيطنة الشعب الفلسطيني وكفاحه الذي كفلته الشرائع الدولية لنيل حريته ورحيل الاحتلال. فعلى قناة "بي بي سي" الفضائية، وعند سؤاله عما إذا كان يدين ما قامت به المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، رفض الإجابة عن السؤال معتبراً أنه "سؤال خاطئ" وليس هو جوهر القضية، واستنكر مساواة الإعلام الغربي بين الجلاد والضحية وبين الاحتلال الإسرائيلي وضحاياه الفلسطينيين. وقبل فترة استضافته قناة "سي إن إن" وسألته الصحفية كريستيان أمانبور هل تدين عملية "طوفان الأقصى"؟ فاستنكر تعامي المجتمع الدولي والإعلام الغربي عن مجازر إسرائيل وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ودعا إلى تطبيق القانون الدولي ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه، وقد لاقت هذه الخطوة العديد من الإشادات واعتُبرت أنها تهدم محاولات الإعلام الغربي تأطير القضية وفرض وجهة نظره على الجميع، وقد شكل ذلك خطوات متقدمة لتغيير المزاج الشعبي في الغرب وخاصة في المملكة المتحدة وأمريكا لصالح الآم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وسيكون ذلك بمثابة عامل ضاغط على نظم الغرب المساندة لنظام الإبادة الجماعية إسرائيل.
سيرة ومسار
هو حسام سعيد شحادة زملط سياسي ودبلوماسي وأكاديمي فلسطيني ولد في عام 1973 في مخيم الشابورة للاجئين الذي تديره وكالة الأونروا في محافظة رفح في جنوب قطاع غزة، وتعود أصول عائلته إلى قرية سمسم المهجرة عام 1948. عين كرئيس للبعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة في أكتوبر2018، قبل مجيئه إلى المملكة المتحدة، عمل كرئيس لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي أغلق من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. زملط هو أيضا عضو قيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومستشار الشؤون الإستراتيجية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. عمل زملط سابقاً في مفوضية حركة فتح للشؤون الخارجية، قبل خوضه المعترك السياسي، عمل زملط كأستاذ جامعي في السياسة العامة في جامعة بيرزيت. كما كان باحثا في جامعة هارفارد الأمريكية ومحاضراً في جامعة لندن. وشغل زملط أيضاً منصب اقتصادي في مكتب مُنسق الأمم المتحدة الخاص في فلسطين. ومن نافلة القول أن حسام زملط لم يكن مجرد سفير بروتوكولي فقط لفلسطين في المملكة المتحدة، بل كان نموذجاً يجب أن يحتذى به، حيث استطاع بخبرته الاكاديمية وحنكته السياسية الوازنة إيصال صوت الحق الفلسطيني إلى طيف واسع من شعوب الارض خاصة في الغرب، وساعد ذلك إلى حد كبير في تغيير المزاج العام لصالح القضية الفلسطينية وعدالتها، ويعتبر أداء السفير زملط بمثابة رسالة إلى سفراء فلسطين وقناصلها ليحذو حذوه، خاصة مع إمكانية اتساع الاعتراف بدولة فلسطين بعد اعتراف كل من اسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينا أخيراً، والذي سيتبعه بالتأكيد فتح سفارات لفلسطين في تلك الدول.