على مدى السبعة وخمسين سنة التي مرت على حزيران الأول، تكرّر سؤال لم يجد بعد إجابة عنه.. ما الذي تغير؟ هل استفاد العرب من أفدح هزيمة تعرضوا لها في تاريخهم المعاصر؟
في البداية عالجوا الأمر بالإنكار، إذ نشأت أدبيات رسمية وحتى فنية وثقافية، تعتبر ما حدث في العام 67 مجرد نكسة أي بفارق حرف واحد عما حدث في الـ 48 “نكبة".
كان سقوط أول وأهم عاصمة عربية هي القدس.. عنواناً فاجعاً لهزيمة تاريخية ومعنوية استحقت نهضة أمة، ومعها سقط ما تبقى من فلسطين التاريخية في قبضة احتلال دخل عامه السابع والخمسين وكأنه حدث بالأمس.
سؤال الأسئلة.. ما الذي تغير.. وما الذي يجب أن يتغير؟
على مدى السبعة والخمسين سنة، تغيرت أمور كثيرة ولكن في مجال السلب، فالاحتلال لم يعد عسكرياً بل استيطانياً كذلك، والقدس التي لا نكف عن وصفها بالعاصمة الأبدية لنا ما تزال مشروع ضم وإلحاق وتغيير معالم.
أمّا محيطنا العربي، فقد تحول إلى مستنبت للتطبيع، طال نصف الأمة، ويجري تحضير مواظب ليطال النصف الآخر.
هذا ما هو قائم الآن وعنوانه الفلسطيني الأبرز حرب إبادة، فما الذي ينبغي أن يعمل كي نخرج من هذا النفق الجهنمي الذي أوله حزيران 1967 وليس آخره حزيران 2024.
فلسطينياً.. حيث اجماع وطني على عدم رفع الراية البيضاء، فهنالك تقصير فادح ينزف قوىً وقدرات عنوانه الانقسام غير المنطقي بكل المقاييس وهذا يجب أن يتوقف.
وعربياً، هنالك تشتت أوراق وقوى بحيث يتشارك العالم كله في اقتسام النفوذ فيه، بينما العرب هم الأكثر غياباً والأقل قدرة على التأثير، وهذا يجب أن يتوقف.
ودولياً فالعالم اكتشف كلمة السر "أعطِ العرب كلاماً واعطي الإسرائيليين فعلاً" وهذا ما لا يجوز أن يستمر، فبديله وحدة موقف عربي وإقليمي يضع مصالح العالم في كفه، وحقوق الفلسطينيين والعرب في كفة مقابلة، وإذا ما فُعل ذلك فالعالم عبد مصالحه وسيجد نفسه مضطراً إلى التغيير.