هل تذكرون صفقة القرن، التي صاغها نتنياهو باللغة العبرية وترجمها ترامب إلى الإنجليزية، وتداولها العالم كمبادرة أمريكية؟
سقط ترامب وسقطت معه صفقته، وبقي منها بنيامين نتنياهو وحربه الدائمة على الفلسطينيين.
عاد ترامب إلى الحلبة من جديد، وهذه المرة مع تبادل للمواقع مع بايدن، الذي يدخل الانتخابات بمبادرة وقف الحرب على غزة، وهذه المرة بايدن الرئيس وترامب المرشح!
رحب العالم بمبادرة بايدن والعرب في المقدمة، وحماس ووفق رؤيتها رحبت بصوت منخفض، وحين اتضحت النسخة العبرية بدأت حماس تميل إلى التحفظ، وها هم الوسطاء ينهمكون في إيجاد المخارج.
نتنياهو الذي ربط مصيره بطول أمد الحرب والوعد بالانتصار المطلق، حظي بموقف يراه ثميناً ليواصل مفاوضاته تحت النار، وليكسب أيّاماً وربما أسابيع، وهو يفسر الجمل ويطالب بتعديلها.
وبين كل حرف وحرف ويوم ويوم، يسقط عشرات الشهداء في غزة، ويكسب نتنياهو مساحة جديدة لمواصلة القتل والتدمير.
نتنياهو ما يزال صاحب القرار الأول والأخير في إسرائيل، وما يزال عداده الخاص للأرباح يعمل، فقد يفوز هذه المرة، إلى جانب زيارته المرتقبة للكونجرس، بصورة في البيت الأبيض.
غانتس فيما يبدو على وشك مغادرة الشارع إلى الرصيف، ورهان نتنياهو أن يخسر منافسه الأكبر بفعل تخليه عن إسرائيل "في زمن الحرب" وأن يكسب هو ما دامت احتمالات الانتخابات المبكرة تبتعد ولو إلى حين.
نتنياهو يراهن على الوقت، وعلى ترميم العلاقة مع واشنطن، وعلى عزل منافسيه وخصومه عن التأثير في السياسات والقرارات، وهذا فيما يبدو ما يزال فعّالاً حتى الآن.