الزيارة الثامنة.. ولا جديد

 

 

يصل الوزير بلينكن إلى الشرق الأوسط، للمرة الثامنة خلال ثمانية أشهر، وإذا ما استعرضنا زيارات نظرائه من موظفي المستوى الأول في الإدارة، لوجدناها الأكثر عدداً من أي زيارات لأي منطقة في العالم.

إذا كان هدف الزيارات وقف الحرب، فهذا لم يتحقق، وإذا كان التخفيف من عديد القتلى المدنيين، فكل زيارة كانت تسبقها مذبحة وتليها مذبحة أفدح.

وإذا كانت التوصل إلى هدنة وتبادل فلم يحدث ذلك ألا لمرة واحدة شديدة التواضع في التأثير على مجريات الحرب وضراوتها.

غير أن للزيارة الثامنة إيقاعاً خاصاً ومميزاً، فهي تأتي في سياق مبادرة الرئيس بايدن التي رحّب العالم بها، واعتبرها فرصة لوقف الحرب والذهاب إلى المسارات السياسية، غير أن ما يحدث على الأرض هو عكس ذلك تماماً لا يجسده بطء الحركة وكثرة الكلام وقلة الإنجاز، بل المشاركة الأمريكية المباشرة التي عنوانها تخليص أربع رهائن مقابل قتل أكثر من مئتين وعشرين مواطناً مدنياً في النصيرات، وهذا يجعل من المبادرة التي أغرقها نتنياهو بالدم، ومن الزيارة الثامنة مجرد تواجد إعلامي استعراضي على أرض الأزمة، تنفع الإدارة في علاقاتها العامة في زمن الانتخابات.

ما الذي سيقوله بلينكن في الثامنة غير ما قاله في الأولى والثانية؟

المؤشرات الفعلية تقول... لا جديد.

Loading...