أربعة أطراف هي المؤثرة بصورة مباشرة في استمرار الحرب أو وقفها أو توسعها.
على أرض غزة حيث البؤرة المركزية، ما زالت الأمور هناك بيد المحاربين المباشرين، إسرائيل وحركة حماس.
إسرائيل تفتش عن أي حرف أو فاصلة أو كلمة في رد حماس على مقترحات الوسطاء، لتتخذ منها ذريعة لمواصلة الحرب.
وحماس التي لا ترغب في الظهور بمظهر من يتنازل تحت الضغط العسكري، تواصل التمسك بمطالبها التي تبدو بالمقاييس الموضوعية صحيحة وعادلة، إلا أنها بالنسبة لإسرائيل تعجيزية حتى لو لم تكن كذلك.
خارج نطاق غزة أي على الجبهة الشمالية التي بؤرتها المركزية جنوب لبنان، فالقرار الرئيسي هناك هو لطهران وواشنطن، والدولتان حتى الآن حريصتان على أن يظل الاشتباك مسيطراً عليه، مع السماح بتجاوزات محدودة للأسقف المتفق عليها، بما في ذلك ابتلاع اغتيالات نوعية تقوم بها إسرائيل، ومحدودية الرد النوعي على أكثر من مائتي صاروخ من حزب الله، لا تسيل دماً إلا في حدود ضيقة، مع التغاضي عن الحرائق التي مهما اتسعت فيمكن السيطرة عليها ولا تكفي أساساً لإشعال حرب إقليمية.
أضلاع مربع الحرب، الذي هو صاحب استمرارها أو انهاءها ليسوا مستعجلين على إغلاق الملفات بصورة نهائية.
على الجبهة الشمالية أمريكا وإيران تتطلعان إلى ترتيبات ما بعد الحرب فيما يسمى باليوم التالي، ولكل منهما فاتورته الخاصة به.
والمحاربان المباشران حزب الله وإسرائيل، مرتبطان تهدئة أو تصعيداً بمحصلة ما تتفاهم عليه الدولتان الأساسيتان.
أمّا غزة.. فكل يوم يمر على الحرب فيها يرتفع منسوب الدم، وبالنسبة لإسرائيل يزداد التداخل في القرارات بين الوضع الميداني والصراع الداخلي على النفوذ والسلطة، مع اتصال ما يجري هناك بما يجري بالضفة حيث الحرب العميقة.
عاملٌ إضافي يزداد تأثيره كل يوم، هو دخول الإدارة الأمريكية المرهقة أصلاً في موسم الانتخابات، وهنا تتبدى الحالة النموذجية التي يحبها نتنياهو كي يلعب.