أدبيات الفلسطينيين في الأعياد

أطفال من غزة يلعبون

 

الأعياد الدينية والوطنية وحتى الشخصية، جزء لا غنى عنه في حياة الفلسطينيين، وللأعياد في الزمن الفلسطيني الذي تلى نكبتهم، أدبياتها الراسخة التي لا تتغير ولا تتبدل، بل هي بثباتها تؤكد ثبات الأجيال الفلسطينية على أحلامها المشروعة التي نسميها الأهداف الوطنية.

منذ الأيام الأولى لنكبة 48 حين هُجّر كثير من الفلسطينيين من ديارهم التي تناوبوا على الحياة فيها منذ زمن الأجداد الكنعانيين، نحتوا شعاراً بليغاً تداولوه في أعيادهم حين يتصافحون أو حين يرسلون بطاقات المعايدة.. "عيدنا يوم عودتنا" ومن أجل الاحتفاظ بصدقية هذا الشعار المبدأ خدمته الأجيال الفلسطينية باعتناقه وتقديم أغلى التضحيات ليظل على قيد الحياة والفعل والأماني.

منذ أول عيد تلى النكبة وإلى يومنا هذا حيث الوطن يحترق، والناس يستشهدون بالجملة، طوّر الفلسطينيون أدبيات أعيادهم، لم يتخلوا عن عيدنا يوم عودتنا، بل أضافوا إليه مصطلحاً سياسياً عملياً واعياً، ربما لم يتداولوه نطقاً ولم يكتبوه على بطاقات المعايدة التي أصبحت إلكترونية، ولكنهم يعتنقوه بحكم الحاجة، وبحكم أن لا صدقية لمبدأ عيدنا يوم عودتنا من دونه، إذ يقولون بقلوبهم وألسنتهم ودمائهم وأطفالهم الذين نصفهم يحلق بأجنحته عند الله والجزء الذي ما يزال على قيد الحياة يتشبث بالحياة، وربما يحظى بملابس جديدة أو قطعة حلوى، يقولون من قلوبهم قبل ألسنتهم عيدنا يوم عودتنا وعيدنا يوم وحدتنا وعيدنا يوم تحررنا واستقلالنا.

وما دامت الأجيال قادرة على أن تقول وتفعل كل ذلك فالأمل يبقى ويتحقق.

كلمات مفتاحية::
Loading...