يمتنع بنيامين نتنياهو عن البحث في اليوم التالي، وكلما حلّت عليه مصيبة تظهر فشله لا يجد ما يغطي به عريه سوى التكرار الممل والمضحك لعبارة "النصر المطلق".
حين قرر نتنياهو وعسكره الدخول الواسع إلى غزة، ظنوا أن الحكاية ستكون أقرب إلى نزهة لأيام معدودات، مع خسائر طفيفة بفعل إمكانيات الجيش التكنولوجي الأحدث على مستوى العالم.
لا هو ولا الأمريكان ولا أحد على وجه الأرض قدّر أن الحرب ستستغرق شهوراً طويلة، وربما سنوات، فهي ليست مجرد حرب على غزة بل اتسعت وتشعبت لتصبح حرباً على القضية الفلسطينية، لم يكن نتنياهو وعسكره يدركون إلى أين سيصل بهم انفعالهم وانتقامهم واعتمادهم على الجيش التكنولوجي الذي يحسم الأمور في ساعات أو أيام أو أسابيع ليعود منتصراً ومحتفلاً.
وقائع الحرب على غزة وطول أمدها وامتدادها للضفة واتساعها لتشمل الجبهة الشمالية ومداها الذي وصل إلى باب المندب.. كل ذلك لم يكن في حساب نتنياهو لهذا لا يريد الحديث عن اليوم التالي، ليس حكمة من جانبه أو لحسن تقديره للأمور، بل لأنه هو بالذات لا يعرف.
الحكاية لم تعد غزة، كساحة حرب هي الأضيق على مستوى كل الحروب الكبرى التي شهدها التاريخ، بل هي حكاية القضية الفلسطينية التي لن يعرف الإسرائيليون الراحة ما داموا يعتنقون وهم تصفيتها أو إدخالها إلى بيت الطاعة الإسرائيلي، نتنياهو يعرف ذلك ولكنه لا يعترف به، وهذا أصل المصيبة في إسرائيل.