العودة إلى المنجنيق

قد تبدو الكلمة غريبة بعض الشيء لكونها جزء من الماضي، فالمنجنيق سلاح استخدم في الحروب في غابر الأزمان ولم يطلب أحد من المتحاربين حينها نزعه بإشراف دولي أو بغيره، أما ما هو المنجنيق فهو إلى حد ما يشبه صواريخ اليوم على الرغم من أن القوة الدافعة فيه هي قدرة البشر إذ لا يحتاج إلى وقود ليحمله بعيداً، أما عندما يسقط فإن لم يسقط على الهدف مباشرة فإن آثاره محدودة ولا تعدو كونها آثار معنوية ونفسية.

اليوم تطالعنا وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات غير معتادة من هجاري الناطق الرسمي باسم الجيش والتي عبر فيها عن أن هدف القضاء على حماس لا يعدو كونه ذر للرماد في العيون وذلك لأن حماس فكرة والأفكار يصعب القضاء عليها، فهل كانت زلة لسان أم مقصودة لإعطاء القيادة السياسية فرصة للتعبير عن الهدف الحقيقي وقد بدى ذلك جلياً في رد  القيادة السياسية في إسرائيل على لسان نتنياهو الذي قال أن المجلس الأمني حدد أحد أهداف الحرب بأنه تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس هذه المرة بقوة السلاح والدعم اللامحدود لبعض دول الغرب ولا يشترط اشراف دولي على ذلك وأن الجيش الإسرائيلي بالطبع ملزم بذلك حيث أن الحفاظ على الانقسام الفلسطيني سياسياً وجغرافياً يشكل ضرورة ملحة أمام توجه الكثير من الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

نعم إلى هذا الحد وصلت البجاحة في حكام هذا الكيان الغاشم المصطنع ومن خلفهم رعاة الارهاب والتطرف في العالم فهم الجلاد وهم الحكم، هم المحتل وهم من يختار شكل مقاومة الشعب الذي يقع تحت احتلاله حتى يبدو احتلالاً ديمقراطياً، ألم تنتخب إسرائيل نائباً لرئيس لجنة مكافحة الاستعمار في الأمم المتحدة في ابريل سنة 2001؟؟! وإذا افترضنا أن الاحتلال المهزوم استطاع نزع أسلحة الفصائل فهل سيتمكن من نزع كل حجارة فلسطين لأنها على المستوى العملي أذت اسرائيل أكثر من الصواريخ وليس من أجل تقليل شأن هذه الصواريخ.

إسرائيل اعتمدت تسمية أسلحة متطورة باسماء الأسلحة القديمة -فلديهم السهم والنشاب (حيتس)  ولديهم مقلاع داوود- فلماذا لا نتوقع العودة إلى المنجنيق والتي أصبحت أكثر من واردة والدلالة على ذلك ما قام به جنود الاحتلال على الحدود مع لبنان من اختراع لمنجنيق يلقي كرات لهب على الطبيعة الجميلة في جنوب لبنان لتحويلها إلى صحراء حتى يتمكن من رؤية حركة المقاومين بشكل مباشر بعد العمى الذي سببه حزب الله للرقابة الالكترونية على الحدود.(سارفق فيديو قصير يظهر المنجنيق الناري) https://www.youtube.com/shorts/XF_SopbTl3Y.

وبما أن الاحتلال يريد نزع وتدمير أسلحة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها بما فيها المنجنيقات والمقاومة السلمية والدبلوماسية أعتقد أننا بحاجة إلى نزع الاحتلال من جذوره ومن أجل ذلك لا بد من نزع سلاحه الأقوى وهو الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود.

فربما بهذه الطريقة نعود لحروب السيف والمنجنيق والمقلاع وستكون الغلبة حينها لشعبنا العظيم.

Loading...