ما زال بنيامين نتنياهو مركز اللعبة السياسية والعسكرية في إسرائيل، وكل ما تقوله استطلاعات الرأي عن تدهور مكانته لا قيمة له، ما دام هو صاحب القرار في إجراء انتخابات مبكرة من عدمها.
الاحتشاد المضاد لنتنياهو يتعاظم، بما في ذلك معارضات العسكر لطريقته في إدارة السياسة والحرب معاً، وما دام المستوى السياسي هو من يعطي الأوامر للعسكر، فنتنياهو رغم المتاعب الكثيرة التي تواجهه سواء من داخل ائتلافه أو من خارجه، إلا أنه مطمئن للمتراس الأساسي الذي ما يزال يحميه وهو أغلبية الكنيست.
كثيرون طالبوا بانتخابات مبكرة، وكثيرون طالبوه بالاستقالة، وكثيرون اتهموه بالعمل على تدمير دولة إسرائيل خدمة لمصالحه الشخصية، إلا أن الكثيرين لم يجدوا غير الكلام والمطالبات وحتى المشاركة في التظاهرات، وهذا آخر ما يُقلق نتنياهو ويؤثر في قراراته.
غير أن جملةً واحدةً وردت في تصريحات منسوبة لإيهود باراك تحمل معنىً ملفتاً للنظر ومثيراً للتساؤل حين قال: "يجدر التخلص من نتنياهو بكل الوسائل".
وخارج سياق المألوف والمتعود عليه في إسرائيل، فالانقلابات العسكرية على الطريقة العربية أو الأمريكية اللاتينية لم تجرب ولو لمرة واحدة في إسرائيل، فهي مستبعدة إلا إذا كان الجنرال السابق باراك يفكر فيها.
على الأرجح أن باراك يحيل الأمر إلى الشارع مراهناً على أن يمتلئ بالمتظاهرين الذين يمكن دون إعلان أن يتحولوا إلى حالة من عصيان مدني، تُرغم نتنياهو على اللجوء إلى مخرج الانتخابات المبكرة.
فهل يحدث هذا قبل انتهاء المدة القانونية لنتنياهو؟ لا أحد يعرف الإجابة على وجه اليقين، أمّا نتنياهو فيعرف أكثر من غيره كيف يتلاعب وينجو، إلى حين تحقيق أمريك، انتخابات في موعدها، وقدوم ترامب إلى البيت الأبيض، ساعتها قد يتحول المزاج في إسرائيل لصالحه وهذا ما يراهن عليه.