توأمة إربد والخليل

 

كل يوم بل وكل ساعة يعيشها الأردنيون والفلسطينيون، يزداد تأكدهم من أنهم توأم بكل ما لهذا المصطلح المجازي من معنىً حقيقي وعميق.

شاءت الأقدار أن يكون للأشقاء الأردنيين دولة مستقلة شرق النهر، دون أن تقوم للفلسطينيين دولة غربه، غير أن ذلك لم يحل دون تواصل العلاقات الخاصة والتفصيلية بين الأردنيين والفلسطينيين، فهي علاقة اندماجية داخل الدولة الأردنية لكل من يحمل جنسيتها، ويحميها دستورٌ ونظامٌ وقوانين ومؤسسات، وهي علاقة جسّدت شرط حياة وبقاء لمن يعيشون غرب النهر، ويكابدون حرباً معلنة ومنظمة ومنهجية ضد حياتهم ووجودهم، ليس أولها ولا آخرها ما أعلنه سموتريتش عن سياسة الضم الفعلي غير المعلن للضفة والقدس في قلبها، ذلك دون فصل ما يحدث في غزة من حرب إبادة أرضها القطاع، وهدفها كل فلسطين والفلسطينيين، والأردن ليس بمعزلٍ عن ذلك.

العلاقة الأردنية الفلسطينية عبر التاريخ مرّت بتحديات كبرى، إلا أنها صمدت وتجاوزت التقلبات السياسية وانتصرت عليها، لتظل حياة الأردنيين والفلسطينيين الثابت الأعمق، ذلك أن وحدةً تجسدها المصالح الحتمية ويحميها وعي الإنسان لها، فلا مجال لأن تضعف أو أن تنهار تحت وطأة التقلبات السياسية وما أكثرها في منطقتنا.

لفت نظرنا في مسار خبرٌ يستحق الإحتفاء به، وهو إعلان التوأمة بين إربد ثاني مدن المملكة الأردنية الهاشمية، والخليل ثاني مدن الدولة الفلسطينية العتيدة.

هي تجربة ربما لا تكون الأولى من نوعها ولكنها في هذه الظروف بالذات، جاءت في وقتها كبداية صحيحة لمسيرة توأمة أعمّ وأشمل بين كل مدينة أردنية وفلسطينية، لا ننظر للأمر بمعناه الرمزي وهو هامٌ للغاية، بل بمعطياته الفعلية، فكم نحن فلسطينيين وأردنيين بحاجة إلى هذا البعد في علاقاتنا المستقرة والمتنامية، فلقد سئمنا الشعارات والهتافات، فهل تكون الخليل وأربد استئنافاً لتوأمة بلدين وشعبين، هنالك الكثير لنفعل من أجل حياتنا المشتركة حاضراً ومستقبلاً، والتحديات المشتركة تدفعنا بقوة إلى ذلك.

كلمات مفتاحية::
Loading...