نال بنيامين نتنياهو خلال الفترة المتواصلة من رئاسته لعدة حكومات في "إسرائيل" خلال الفترة الممتدة والمتواصلة من 2009 إلى عام 2021 العديد من الألقاب من أهمها على الإطلاق لقب "ملك إسرائيل" ولقب "سيد الأمن" واللقبان عكسا حالة افتتان الجمهور الإسرائيلي بشخصيته وبخاصة جمهور اليمين الذي بات بسبب سياسات نتنياهو يشكل الأغلبية الساحقة.
تعامل نتنياهو خلال فترة رئاسته الأولى وفترته الطويلة الثانية وإلى يومنا هذا مع أربعة رؤساء أمريكيين وهو أمر غير مسبوق في تاريخ "إسرائيل" منذ تأسيسها، وهم الرئيس كلينتون، والرئيس بارك أوباما والرئيس دونالد ترامب والرئيس جو بايدن، وبموضوعية شديدة أجاد هذا الرجل التعامل وبشكل ملفت للغاية مع كل واحد من الأربعة واستطاع أن يطّوع كل واحد منهم حسب شخصيته ويأخذ منه ما يريد بل كان يُحقّر بعضهم ومازال وكان يجاري بعضهم خوفاً ويتلاعب ببعضهم، وسأقوم في هذا المقال بالإضاءة على كيفية إدارة نتنياهو العلاقة مع كل واحد من هؤلاء الأربعة:
• مع بيل كلينتون: لم ينجح نتنياهو بالتلاعب بكلينتون وذلك لسبب رئيسي وهو أن الفترة التي أصبح فيها بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة كانت حقبة السلام قد بدأت، وكان مشروع كلينتون هو دخول التاريخ من خلال إنجاح السلام بين العرب وإسرائيل وتحديداً مع الأردن ومنظمة التحرير رغم أن نتنياهو حاول "تخريب" مشروع السلام بالتحرش بالأردن من خلال محاولة اغتيال خالد مشعل عام 1997 إلا أن الحسين رحمه الله وبحضوره الطاغي لدي إدارة كلينتون أفشل "تكنيك" نتنياهو ومشروعه بل وأفقد نتنياهو القدرة على تضليل إدارة كلينتون وتحويلها إلى إدارة تسمع وترى ما يريده هو فقط .
• مع باراك أوباما: بتقديري أن نتنياهو بتربيته العنصرية وعقليته الاستعلائية تعامل مع الرئيس أوباما من منطلق أنه صاحب بشرة سوداء، فقرر منذ البداية إدارة الظهر له وتجاهل بصورة مهينة كل ما كان يطلبه البيت الأبيض من إجراءات تحافظ على عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وتحديداً وقف مشاريع الاستيطان في القدس والضفة الغربية، وعندما طفح الكيل لدى أوباما أخذ قراراً غير مسبوق في ديسمبر 2016 وهو تمرير قرار لمجلس الأمن يدين الاستيطان في الضفة والقدس وهو الأول من نوعه منذ عام 1979 ( القرار رقم 2334 ) ، وفي الخلفية لابد من الإشارة إلى عنصر البغض والكراهية بين الرجلين وبشكل خاص إلى حادثة قيام نتنياهو بزيارة واشنطن في شباط من عام 2015 و إلقائه خطاباً في الكونغرس وتعمده عدم التنسيق مع البيت الأبيض وعدم طلب لقاء الرئيس أوباما حيث تسببت هذه الحادثة في المزيد من البغض وعدم الثقة بين الرجلين، ومن المفارقات أن الرئيس بايدن الذي كان نائباً لأوباما كان من أبرز المقاطعين لخطاب نتنياهو أمام الكونغرس احتجاجا على تجاهله للرئيس في تلك الرحلة .
• مع دونالد ترامب: أستطيع القول إن العلاقة بين الاثنين هي الأفضل على الإطلاق تاريخياً بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس للولايات المتحدة للدرجة التي نفذ فيها ترامب كل ما أراده نتنياهو.
• مع جو بايدن: عطفاً على العلاقة السيئة بين أوباما ونتنياهو حيث كان جو بايدن نائب اوباما، فإن العلاقة بين بايدن ونتنياهو في الأساس كانت متوترة، وعمل نتنياهو منذ تشكيل حكومته اليمينية المتطرفة والتي أشرك فيها كل من بن غفير وسموتريتش دون أدنى اعتبار لرأي واشنطن في هاتين الشخصيتين والتي تنظر لهما واشنطن نظرة ريبة، كما تجاهل نصيحة إدارة بايدن بأن صورة الحكومة بوجود هذين الرجلين لن تخدم "إسرائيل" في العالم إلا أن نتنياهو الذي التقط نقاط ضعف بايدن مارس معه نفس التعامل الإستعلائي الذي مارسه مع أوباما، بل تعمد إحراجه في مواقف عديدة خاصة فيما يخص مجريات العدوان على غزة ورفضه الكثير من نصائح البيت الأبيض التي تخص ذلك العدوان وكانت آخر محطة من سلسلة الابتزاز لبايدن محاولة اتهامه بعدم تقديم الدعم العسكري الكافي من أجل حسم الحرب على حماس .
نتنياهو وريث مدرسة غوبلز النازي فهو يفهم السياسية على أنها "فن الكذب" لذلك أطلق عليه السياسيون الإسرائيليون وأهالي الأسرى لدى حماس خلال مظاهراتهم "كذاب ابن كذاب"، واختفت صفة "سيد الأمن".