يتمتع بنيامين نتنياهو بموهبة التشبث بالموقع حتى لو وصل به الأمر حد اعتناق مبدأ عليَّ وعلى أصدقائي وعلى الجميع!!
فاتورة بقاءه في السلطة، هي الأغلى والأفدح.. إذ تقول الإحصاءات الأولية، أن قيادة نتنياهو للدولة كلّفتها خسائر مادية وبشرية وسياسية فوق طاقتها على التحمل.
وكلّفت الحليف الأمريكي نزفاً مالياً ومعنوياً وتسليحياً بما هو أعلى بكثير مما نزفت في حروب إسرائيل الماضية مجتمعة.
وبددت الصور المرسومة والتي دُفع من أجلها الكثير، لتظهر الدولة العبرية بدل واحة الديموقراطية الوحيدة في صحراء الشرق الأوسط كدولة أحرزت الرقم القياسي في قتل المدنيين وبوجه خاص الأطفال.
الرجل الذي يتصدر كل ذلك، والمتشبث بالحكم والقرار مهما كان الثمن، وضع إسرائيل في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية، ووضع نفسه قيد الملاحقة من قبل محكمة الجنايات، وبالأمس القريب أصدرت لجنة إسرائيلية رسمية إدانة واضحة له على فضيحة الغواصات وهي واحدة من أربع قضايا متهم بها، كل واحدة منها تهد الجبال.
ورغم ذلك، لا يتشبث بالموقع فقط، بل يجر المنطقة كلها بما في ذلك إسرائيل وحلفائها إلى حرب قد تأكل الأخضر واليابس، مع علم الجميع أن بالإمكان تفاديها لولا تشبث نتنياهو وسياساته الخطرة.
العالم يحذر من الأشهر القادمة المتبقية لحكمه فقد تكون الأخطر ما دام شعار الرجل عليّ وعلى الجميع، والمصيبة أن الذين يشهرون الاعتراض عليه هم من يوفرون له إمكانيات المواصلة في القتل والتدمير.
بالتأكيد فإن مؤشرات بقاءه في السلطة لولاية جديدة تتراجع بصورة ملحوظة، غير أن الخطر يكمن في فترة احتضاره ولنراقب ما يفعله به سموتريتش وبن غفير تحت رعايته وغطاءه.
أخيراً... الحبل يشتد حول عنقه، وسيعمل كل ما باستطاعته ليشده حول أعناق الآخرين.