الغرب تناقض بين الأقوال والأفعال

 

لست ممن يتشبث بالماضي ولا من محبي التكرار، ولكن ما دفعني لتناول الموضوع بهذه الطريقة هو تصريحات كل من يؤاف جالانت ولويد اوستن بما يخص تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر خاصة إذا توسعت رقعة الحرب.

إن نفاق حلفاء إسرائيل من بعض قادة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي تزود الكيان الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة ومشاركته في الميدان إضافة إلى منع الهيئات الدولية من اتخاذ قرار بوقف العدوان مما يعتبر انخراطاً مباشراً في عملية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده خاصة في قطاع غزة الحبيب.

تدّعي إسرائيل ومعها بعض الرؤساء الغربيين أن حربها على الشعب الفلسطيني تأتي في إطار الدفاع عن النفس، علماً بأن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واضحة إذ لا تجيز لقوة الاحتلال استخدام هذا الحق ضد الشعب الواقع تحت الاحتلال. بل على العكس فإن المادة نفسها تعطي الشعب الواقع تحت الاحتلال الحق باستخدام كل الوسائل لنيل حريته.

ثم إن غلاف غزة ليس ضمن خط الهدنة فقد قضمت إسرائيل من قطاع غزة ما يزيد عن 200 كم مربع في 22 فبراير من عام 1950 ضمن اتفاقية مؤقتة تسمى التعايش وقعها عن الجانب المصري الضابط محمود رياض وعن الجانب الإسرائيلي إبراهام شاكرازر.

إنه من غير المفهوم أن يرى العالم أن من حق إسرائيل أن يكون لها حلفاء ينجدونها وهي قوة احتلال أمّا الفلسطينيون فممنوع أن يكون لهم حلفاء على الرغم من اعتراف العالم بأن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال.

إن تصريحات قادة إسرائيل حول الإبادة الجماعية (رئيس الوزراء رئيس الدولة وزير الدفاع، رئيس مجلس الأمن القومي، وزير الأمن الداخلي، وزير المالية، رئيس الأركان ووزير التراث والكثير من الحاخامات) اعتبرها الوفد الإسرائيلي إلى لاهاي غير صادرة عن صنّاع القرار فإذا كان كل هؤلاء ليسوا صناع قرار فمن هم صناع القرار ولماذا صدقهم الغرب.

لماذا يصدق العالم ما يقوله قادة إسرائيل الذي فرضوا رقابة صارمة على وسائل الإعلام ومنعوا المختطفين المحررين من الظهور على وسائل الإعلام ولا يصدق ما تبثه كل وسائل الإعلام والمنظمات الدولية عما يدور في غزة؟ لماذا لا تصدق حكومات الغرب ما يقوله آلاف الإسرائيليين من الشخصيات المرموقة في بلدان الغرب أمثال شلومو ساند وإيلان بابيه وجدعون ليفي وعوفر كساف ونوريت بيليد وغيرهم كثيرون.

لماذا يعتبر الغرب هجوم إسرائيل على العراق والسودان وسوريا ولبنان واليمن وليبيا دفاعا عن النفس بينما يمنع على الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم؟

لماذا يصدق الغرب اتهام مصر من قبل وفد الدفاع الإسرائيلي إلى لاهاي بمنع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود إلى قطاع غزة ونحن نعرف أن وزير الدفاع الإسرائيلي قرر منع الماء والغذاء والدواء والوقود عن غزة في بداية الحرب من على شاشات التلفزيون.

لماذا علينا أن نصدق أن ليس هناك نية للإبادة الجماعية رغم أن التصريحان بنية الإبادة صدرت عن الكثيرين من قادة إسرائيل ومن على كل منابر الإعلام.

إسرائيل استخدمت القنابل الغبية التي أمدّتها بها أمريكا لقتل أهل غزة وهي تملك كل أشكال القنابل الذكية فهل هذه صدفة. لقد كانت حصة الفرد في غزة من القذائف ما يزيد على مئة كغم.

لماذا أقدمت حكومات كثيرة في دول الغرب على منع تأييد الفلسطينيين رغم اعترافهم بدولة فلسطين وفرضت عليهم غرامات مالية باهظة.

لماذا لا يرى حلفاء إسرائيل ما يقوم به جيش إسرائيل والمستوطنون من جرائم في الضفة الغربية والقدس وهل حرق القرى وقطع الأشجار في الضفة الغربية هو أيضاً دفاع عن النفس؟

كفى انحياز أعمى لدولة انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية وليس هذا فحسب بل مارست كل جرائم الحرب المعروفة دولياً علما بأنها من الدول القلائل التي أنشئت بقرار من الأمم المتحدة وتعهدت عبر وزير خارجيتها في حينه موشي شاريت بتطبيق البند المتعلق بإقامة الدولة العربية في القرار 181 من أجل الحصول على عضوية الأمم المتحدة.

لقد آن الأوان لتسمع حكومات الغرب أصوات شعوبها ولتعمل على إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها لدولة فلسطين ضمن جدول زمني قصير لكي يتمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره أسوة بكل الشعوب.

 

Loading...