سكان حي الطفايلة، من أهالي مدينة الطفيلة جنوب الأردن، يسكنون مجتمعين في أحد أحياء عمان المختلطة، فتم تسمية الحي، بالنسبة لهم والإقرار به: "حي الطفايلة"، تجمعهم الأصول والمنبت، والحصيلة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتقاربة إن لم تكن الواحدة، وهم شريحة من العمالة المهنية المنتجة، والإنجازات الطبقية المتماثلة من أصول فلاحية، كعمال وموظفين وصغار الكسبة، معتمدين على جهدهم وعرق جبينهم، فاكتسبوا الخبرات والتجارب الإضافية، التي زادت من قدراتهم وثقافتهم ووعيهم السياسي، ولهذا غالباً ما تمكنوا من فرز مرشحا وربما أكثر من حيهم ليكون ممثلاً لهم في مجلس النواب، وكان أبرزهم النائب الراحل يحيى السعود، الذي شغل موقع رئيساً للجنة فلسطين النيابية، وكان متقدماً متفوقاً، له الحضور المميز في الساحات والاحتفالات والمؤتمرات الأردنية والعربية والدولية المعنية بفلسطين، ولهذا تقديراً له وجهده ودوره في إبراز معاناة الشعب الفلسطيني، وفي رفض المستعمرة وتعرية سلوكها واحتلالها، أكرمه الرئيس الفلسطيني بمنحه وسام القدس.
قادة حي الطفايلة، تفاعلوا مع ما يجري في قطاع غزة، وعبّروا عن تضامنهم الدائم عبر المشاركة في المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ولكن تفاعلهم لم يقتصر على التفاعل المعنوي، بل وضعوا برنامجاً مادياً، يجمعون التبرعات المالية والعينية أولاً من أهالي الحي، وكأنه ضريبة وطنية مفروضة ملزمة، وثانياً من أهالي عمان وتجارها، لصالح أهالي قطاع غزة الفلسطينيين دعماً لصمودهم وتقديراً لبطولاتهم، ويتم جمعها وإرسالها بشكل دائم، على دفعات متتالية لا تتوقف، عبر ارسالات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، لنقلها إلى غزة.
مبادرة حي الطفايلة، انتشرت، وتحولت إلى نموذج لدى المدن والأحياء والتجمعات الشعبية الأردنية، نحو الاستجابة المماثلة، في تقديم الدعم والإسناد الشعبي الأردني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إنها ضريبة المحبة والانحياز، ضريبة الولاء الأردني لفلسطين، ضريبة وطنية قومية دينية إنسانية تفرضها معطيات الواقع ووجع التقصير العربي الإسلامي الفاقع المخجل نحو شعب فلسطين، الذي يخوض معركة الاستقلال وحماية وطنه من الاحتلال والاستعمار والاستبدال، نحو فلسطين نقيض إسرائيل المستعمرة، الاسم والعنوان والمضمون والقيم والتراث، يحفظون حقهم في بلدهم ووطنهم، والطفايلة مدركون لذلك، وهم طليعة أردنية تفهم واجبها وتعمل به نحو فلسطين، فالهزيمة لفلسطين في قطاع غزة، هزيمة لفلسطين في القدس والأقصى، وخلاصتها هزيمة للأردن واستقلاله وأمنه، وهزيمة للعرب والمسلمين في أرضهم ومقدساتهم.