تجدد الحديث عن أن الإدارة الأمريكية استأنفت مساعيها التي فشلت على مدى تسعة أشهر، لإحراز هدنة وتبادل ولو على نطاق محدود. لإعطاء بعض صدقية مفقودة للدور الأمريكي في ملف الحرب على غزة ووقف إطلاق النار وطروحات بادين حول كل ذلك.
أمريكا تبدأ من جديد من حيث انتهت كل مرة، تشيع أخباراً عن تعديلات تم إدخالها على مبادرة بايدن، وتشيع كذلك أخباراً عن ضغوطٍ تمارس على قطر ومصر، ليضغطا على حماس لقبول ما هو معروض على الطاولة، وليس منه نصٌ صريحٌ بإنهاء الحرب، وتحديد معالم التوجه الجدي لتسوية سياسية للقضية الفلسطينية، كما يطالب العالم كله بذلك ومن ضمنه الوسطاء المصريون والقطريون.
لا تفاؤل حول نجاح هذه المرة للأسف، لأن المحاولة مجرد تكرارٍ لنهج المحاولات السابقة، ولكن لا يضر أن نتأمل بنجاح من أجل غزة ووقف الموت والدمار عنها ولو بصورة مؤقتة، إلى حين إنهاء هذه الحرب التي لن يهدأ العالم كله إذا ما استمرت ويبدو أن ما يخطط له الإسرائيليون وتحديداً الثنائي نتنياهو وغالانت هو إطالة أمدها مهما كلف الأمر.
إن الإدارة الأمريكية إذا ما أرادت حقاً أن تظهر نجاحاً تصدره للرأي العالم الأمريكي وللعالم، فعليها أن تذهب إلى العنوان الوحيد الذي يجب أن تذهب إليه وهو إسرائيل التي تريد للحرب أن تستمر لكن بأشكال متعددة تارة بالإجتياح الشامل لمناطق، وتارة أخرى بالقصف الانتقائي ولكن على طول الزمن حرب طويلة الأمد ضحيتها غزة وربما كما يخططون القضية الفلسطينية من أساسها.