حماس.. بين المحق والممكن

توقيع اتفاقية أوسلو في العام 1993 في البيت الأبيض "هذه أيضاً كانت تعهدات"

 

نغمة التفاؤل بتقدم معقول على طريق إنجاز صفقة وقف إطلاق النار والتبادل، ترتفع بعد موافقة حماس – مجدداً – على المبادرة الأمريكية، وموافقة نتنياهو على إرسال وفوده إلى القاهرة والدوحة.

عندما بدأت جولات المحادثات حول الهدنة والتبادل قبل عدة أشهر، كانت مطالب حماس محقة بمقياس المنطق والعدالة وغير ممكنة بمقياس القدرات، ذلك أن طلبات حماس بتعهدات مكتوبة بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل من القطاع والشروع في عملية إعادة الإعمار، ليس معترضاً عليها من قبل إسرائيل وحدها التي وضعت مئات ألوف الجنود على أرض غزة، وقامت باجتياحات تدميرية ودموية تحت شعار "النصر المطلق" بل كان وما يزال معترضاً عليها من قبل أمريكا.. ممولة الحرب وشريكة إسرائيل في أهدافها.

أمّا مسألة التعهدات المكتوبة، فمن يجازف بأمر كهذا مع إسرائيل، التي لديها الجاهزية لتمزيق التعهدات المكتوبة إذا ما رأت مصلحة لها في ذلك، حتى لو كانت التعهدات أمريكية وكذلك الأمر بالنسبة للتعهدات الشفوية.

الممكن الذي لا يُطمئن له وهذا ما حدث، أن تحصل حماس على تعهدات شفوية بمواصلة الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية، لإنهاء الحرب وحتى لو كانت مكتوبة "بهذه الصيغة" فهذا لا يجسد أي التزام يُبنى عليه وللفلسطينيين في مسألة التعهدات والتطمينات تجربة طويلة.. من مبادرة ريجان التي أُعلنت صبيحة مغادرة القوات الفلسطينية من لبنان إلى وعود أوسلو التي كانت قواها أهم بكثير من القوى المطلوب منها تقديم التعهدات.

حماس ستظل تطالب بما تطالب به، ولكن المرونة في تقديم بعض الطلبات وتأجيل الأخرى تظل هي المتاح في عالم لا يحكمه الحق، وإنما الممكن وفي كل الأحوال فإن الميدان ما يقرر أخيراً.

 

Loading...