مرونة حماس.. كيف يفسرها نتنياهو

 

خلال التحضيرات الأمريكية والمصرية والقطرية، لاستئناف محادثات الهدنة والتبادل بعد انسداد طويل، أظهرت حماس مرونة يفترض أن تكون كافية لإرضاء الوسطاء، وإحراج إسرائيل وجعلها أكثر إيجابية في التعاطي مع الحلول المقترحة.

غير أن العكس هو الذي يحدث، إذا اتخذ نتنياهو من مرونة حماس ما يشجعه على التشدد، وإضافة طلبات جديدة على طلباته القديمة، والأكثر من ذلك تجاوز الطلبات القابلة للنقاش ليضعها كشروط، وكأن كل الذي فعله حتى الآن. هو تلبية طلب بايدن بإرسال وفوده ليس من أجل التوصل إلى حلول، وإنما لإرضاء الوسطاء وعدم قطع شعرة معاوية التي تربطهم بالوساطة، وشراء الوقت لإكمال خططه الحربية التي ما يزال يتحدث عن نصره المطلق من خلالها.

نتنياهو يحشد أسباباً لتعطيل التقدم في المحادثات، أقل سبب فيها يبدو تعجيزياً، مع أنها جميعاً بلا هدف لها سوى استمرار الحرب إن لم يكن لأسابيع فلما هو أطول مدى.

مرونة حماس المرحب بها من قبل الوسطاء وخصوصاً الأمريكيين والعديد من الجنرالات والساسة الإسرائيليين تسير في تناسب عكسي مع نتنياهو، إذ كلمّا لمح مرونة تشدد أكثر، وسوّق لأنصاره ولخصومه على حدٍ سواء أنه لولا تشدده لما حدثت المرونة.

مع رجل كهذا لا حلول، وهذا ما ينبغي أن يدركه الوسطاء والأمريكيون بالذات لعلهم يغيرون من نهجهم اللا مجدي منذ بداياته!

 

 

Loading...