بعد إنفاق كبير ومردود يكاد لا يُرى، يبدو أن الميناء الأمريكي العائم يلفظ أنفاسه الأخيرة، إذ سيتم تلفيق خدمات يؤديها للمرة الأخيرة قبل تفكيكه وإغراق قطعه في البحر، أو إيداعها المخازن.
الميناء العائم هو أحد التعبيرات المجسدة للسياسة الأمريكية العائمة، على الأقل تجاه حرب غزة كما هو تعبير دقيق عن حالة بايدن المهددة بالتفكك والغرق.
ارتجل الأمريكيون الميناء العائم كرسالة دعائية، ومنذ أيامه الأولى وحتى أيّامه الأخيرة، وهو يترنح تحت وطأة الرياح الغزية المهلكة، إذ صارت عمليات نقله وإصلاحه أكثر كلفة من المواد الضئيلة التي أوصلها إلى غزة، والتي لم يصل ولو القليل منها إلى المواطنين الذين ادّعت الإدارة الأمريكية أن الميناء العائم أُقيم من أجلهم.
الميناء العائم قيد التفكيك، صورة مصغرة عن الإنفاق الأمريكي المتهور الذي مارسته إدارة بايدن منذ أول يوم بدأت فيه الحرب على غزة، حتى آخر يوم لم يُعرف بعد..
من يصدق أن الميناء العائم كان مشروعاً إنسانياً سببه عدم القدرة الأمريكية في الضغط على إسرائيل لفتح المعابر البرية، أو لتسهيل عبور المساعدات منها، كانت مجرد مناورة دعائية ساذجة.. أغرقتها رياح غزة العاتية في البحر.
ملاحظة جديرة بالانتباه، إن تفكيك الميناء العائم جاء متزامناً مع ما قيل عن تقدمٍ في المحادثات المتصلة بمعبر رفح، نستبعد أن يكون الأمر مجرد صدفة، لننتظر قليلاً لنرى ما يحدث على المعبر البري الدائم بعد تفكيك المعبر البحري العائم!