صفقة الأسرى بين «حماس» وإسرائيل كفيلة بأن تخرج إلى حيز التنفيذ في المستقبل القريب والمنظور. معلومات جمة تتدفق إلى وسائل الإعلام، إلى جانب تصريحات من الدوحة، واشنطن والقدس في محاولة لترسيم الخطوط الهيكلية في الصفقة المتبلورة. بين تلك التصريحات والإحاطات من مصادر خفية و»مطلعة» (سياسية وأمنية) الأمر المهم هو الخطوة الحقيقية التي تمت لحمل منظمة الإرهاب على قبول الصفقة.
مثلما في حالات الماضي، في الصفقة الحالية أيضاً يوجد من هم معنيون بدق العصي في الدواليب ومحاولة تفجير المفاوضات الحساسة. رغم كل هؤلاء، إذا لم تكن تغييرات في اللحظة الأخيرة أو مطالب جديدة وعديمة المنطق، سيكون ممكناً القول بثقة: إن الأمور تسير في اتجاه إيجابي على نحو خاص.
في إطار الصفقة الحساسة نجحت الولايات المتحدة في حمل حلفائها في الشرق الأوسط على تقديم ضمانات نوعية لأجل تنفيذ الصفقة بين «حماس» وإسرائيل. لقد بذلت قطر جهوداً لا بأس بها في التأثير على قيادات «حماس» لجلبهم مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، وإضافة إلى ذلك عملت عن كثب مع مصر، التي من جهتها أوضحت أنها ستمنع التهريب الذي كان يشكل دخلاً اقتصادياً معتبراً لـ»حماس».
بكل ثمن
أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وجّه تعليماته للوصول إلى تفاهمات وإنهاء الصفقة بكل ثمن. العمل الصعب أودعه في يدي رئيس حكومته ووزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. الحكم في الدوحة يمارس عموماً روافع الضغط لديه على قيادة «حماس» كي يحقق الصفقة، ويعمل في جهد موازٍ مع المحور الإيراني بهدف تهدئة الخواطر في الشرق الأوسط.
قطر لا تعمل وحدها، فهي تنسق مع الأميركيين والسعوديين الذين يريدون إنهاء الحرب فوراً، بهدف الوصول إلى توافقات على حلف دفاع إقليمي شامل بقيادة الولايات المتحدة والسعودية، وهو شرط ضروري ومركزي للقصر الملكي في الرياض قبيل التطبيع مع إسرائيل، ومدماك إضافي في الطريق إلى دولة فلسطينية. دول الشرق الأوسط تفهم أن هجمة «حماس» في 7 أكتوبر كانت تستهدف تخريب محادثات التطبيع مع القصر الملكي السعودي. في عمّان، القاهرة، أبو ظبي، الدوحة، والرياض يفهمون: حكم «حماس» في غزة غير وارد – في نظرة مستقبلية ستكف المنظمة عن الإمساك بالحكم في القطاع.
السلطة ذاتها، وجوه جديدة
في محيط القيادة القطرية يروون أنه يوجد توافق على الآراء بأن استمرار سيطرة إسرائيل في القطاع لن يؤدي إلا إلى توتر وجولات قتال زائدة. هذا التوافق في الآراء هو أيضاً حول أن سلطة فلسطينية جديدة، مع شخصيات وأسماء جديدة، هي الوحيدة التي يمكنها أن تدير غزة في اليوم التالي، بمشاركة محافل دولية وعربية. وعلى حد نهج قطر، فإن على غزة أن تكون تحت حكم قوة فلسطينية واحدة، تحمل سلاحاً واحداً، يتحكم في القطاع وفي الضفة قبيل المسيرة الصعبة في الطريق إلى حل الدولتين.
عن إسرائيل اليوم