كل يوم نقرأ في الصحف أو على وسائل التواصل أخبارا عن ترتيبات يجري إعدادها لحكم غزة بعد الحرب، منها مثلاً تدريب ألفين وخمسمائة عنصر لحفظ الأمن والنظام في غزة، ومنها مثلاً التشاور حول توليفة فلسطينية عربية إقليمية دولية لإدارة غزة بعد الحرب، وقبلها كان مطروحاً أن تتولى عشائر غزة المهمة تحت رعاية الجيش الإسرائيلي وبدعم منه.
صيغة العشائر التي قُتلت في مهدها بفعل الموقف الوطني الذي حرّم التعاون مع الإسرائيليين، ليس في الإدارة وإنما في أبسط الأمور مثل توزيع المساعدات.
أمّا حكاية الألفين وخمسمائة عنصر التي يُقال إنه يجري إعدادها، فهذه إن كانت صحيحة أصلاً فماذا يفعل هؤلاء لو ضاعفت عددهم عشرات المرات.
المُلفت والمؤسف أنه يجري استخدام السلطة الفلسطينية كمجرد يافطةٍ تُرفع لتغطية الصيغ المتعلقة بإدارة غزة، وتعليقها على أجسام يؤسسها غيرها.
غزة يجب أن تدار وفق منظومة وطنية متكاملة، سلطة وطنية تمثل كل أطياف الشعب الفلسطيني ضمن منظمة التحرير، وتكون مؤهلة لاستقبال الدعم العربي والدولي، الذي يجب أن لا يتوقف عند إدارة شؤون غزة ما بعد الحرب، بل ضمن منهج سياسي يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي يعترف العالم كله بحتمية قيامها كشرط لا غنىً عنه لتأمين الاستقرار وإنهاء حالة الحرب التي لا تتوقف في المنطقة.
بيدنا كفلسطينيين أن نكون قوة فعّالة في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني وبيدنا كذلك أن تتحول مؤسساتنا الوطنية التي بُنيت بالتضحيات إلى مجرد يافطة تعّلق على صناعة غريبة.
نحن في أول الأمر وآخره من يقرر، وبوضعنا الحالي فإننا نحتاج الكثير الكثير لكي ننجو من حالة اليافطة إلى ننفذ مهمات سلطة حقيقية يدعمها شعبها وتجسد وحدة وطنية كاملة متكاملة قبل أن ننفذ.