الملاحظ أن الاهتمام الدولي الذي بلغ أعلى مستوياته في الشهور الأولى للحرب بدأ يخفت تدريجيا على مستوى الدول والحراك الشعبي في العالم، ذلك يجب أن لا يعني نهاية الكون، بل على العكس تماماً فهو أمر طبيعي حين يطول أمد الحرب وتتلاشى فرص وقفها ولو على هيئة هدن محدودة، يمكن أن تشد اهتمام العالم إلى الحلول الممكنة والى أن ديناميكية الحلول بدأت تعمل، عندما يتعطل ذلك يخفت الاهتمام.
ما يحدث من هبوط وتيرة الاهتمام الدولي الرسمي والشعبي يحتم على الفلسطينيين وأصدقائهم وأشقائهم أن يضاعفوا جهدهم لإعادة تحريك الاهتمام الدولي، وأن لا تصاب المبادرات الفلسطينية الصديقة بالإحباط والضعف.
إن عشرة أشهر من الحرب اتخذت شكل ومضمون ووسائل حرب إبادة فيها من مقومات استمرار الاهتمام العالمي بها ما يكفي ويزيد، غير أن الأمور لن تتم بصورة تلقائية أو ميكانيكية، بل لابد من محرك دائم ومواظب لها، وهذا يتوقف على الفلسطينيين أولاً سواءً من المركز أو الأطراف، ولا ينقصهم سوى مضاعفة الجهد واستئناف الحراك الفعّال وهذا أمر في متناول اليد حين نمتلك الإرادة والتنظيم الفعّال للجهود في كل المستويات.