تأخروا كثيراً حتى فاتهم القطار

 

آخر محطات رحلة المصالحة حتى الآن هي محطة بكين.

ذهب القوم في السابق.. وعادوا وها هم يتأهبون للذهاب مرة أخرى وسيعودون.

البيان الختامي معدٌ سلفاً، فهو نسخة عن بيانات القاهرة وموسكو والجزائر وغزة ورام الله، مع تغييرٍ في بعض الجمل التي توضع عادة للإشارة إلى أن البيان كُتب عن آخر جولة محادثات.

الصين دولة صديقة، وهي أقدم وأكبر دولة بادرت إلى الاعتراف بمنظمة التحرير بعد ساعاتٍ من ولادتها، وافتتحت مكتباً لها بمكانة سفارة، ومع أن الدولة التي تنافس الآن بجدارة على زعامة الكون، أقامت علاقات كاملة مع إسرائيل دبلوماسية وتجارية، إلا أنها لم تتراجع عن موقفها الأساسي من نزاع الشرق الأوسط، إذ ترى وتثق بأن الاستقرار في هذه المنطقة لن يتحقق دون نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية، وتحددها الصين بحتمية تمكين الشعب الفلسطيني من حريته واستقلاله وحقه في تقرير مصيره.

العلة لم تكن يوماً في القاهرة التي بدأ الحوار الفلسطيني الفلسطيني بعد الانقسام على أرضها وتحت رعايتها، ولا في الجزائر ولا في الصين، ولا في روسيا، فكل هؤلاء قدّموا ما يستطيعون لإنجاح محادثات الوساطة، العلة الأساسية هي باختصار شديد في أطراف الانقسام الذين يرى كل طرف منهم أحقية في قيادة الشعب الفلسطيني والتمتع بمزايا اعتراف العالم به، بالأمس كان حديث التخوين المتبادل واليوم حديث النفاق حول الإخلاص في مسألة المصالحة والوحدة، وغداً انتظار دعوة من بلد ما، تحت عنوان المصالحة.

بكل أسف لقد تجاوز قطار الأحداث والخطر واقع الفصائل الذي يختلف القوم فيه كما قال أخونا خالد مشعل على الكعكة، دون أن يدروا أن الكعكة مسمومة في الأساس.

 

 

Loading...