مقالات مختارة

حان الوقت لقطع رأس السلطة الفلسطينية | شاي ألون

 

في الأيام الأخيرة، يعود مرة أخرى الخطاب في أوساط محافل رفيعة المستوى في الساحة الأمنية والسياسية عن الحاجة إلى تعزيز السلطة الفلسطينية، وعن التعلق الأمني الإسرائيلي بها في منطقة الضفة. كما أن صفقة المخطوفين تتضمن بنوداً لنقل الحكم في قطاع غزة إلى مؤيدي السلطة الفلسطينية؛ بدعوى أنهم الجهات «المدنية» الحصرية التي يمكنها أن تدير القطاع بعد «حماس». أولئك الأشخاص كثيرو الحقوق، ممن عملوا كثيراً في صالح الدولة وأمنها، يرتكبون خطأ جسيماً، يرفضون الاعتراف بالواقع الذي أمامهم ويفضون بأمن إسرائيل إلى الهوة.
إن النظر إلى الضفة كنموذج أمني يمكن أن يشكل لنا فهماً للأخطاء التي ارتكبت والخطوات اللازمة لأمن إسرائيل. فمنذ نحو 20 سنة وإسرائيل تسيطر أمنياً في الضفة. ومثلما في الضفة، علينا أن نقول بشكل قاطع وواضح: إنه لا مفر من سيطرة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة وفي جنوب لبنان. مع كل جهة أخرى تدير محور فيلادلفيا أو غزة، سواء كانت هذه جهة فلسطينية أم دولية، أوروبية، عربية وما شابه – العدو سيخبط بنا بشكل شديد عندما يجب من الصواب ذلك. لو كان وضع كهذا في الضفة، لما كان الاستيطان اليهودي نجا من الإرهاب الفلسطيني في المنطقة. سيطرتنا على أمننا في الضفة هو الذي ضمن استمرار وجودنا.
على نحو يشبه ذلك، لا مفر لإسرائيل من العودة إلى لبنان وتوجيه ضربة ساحقة لأعدائنا في الشمال؛ بعد أن تعاظموا بشكل لم يشهد له مثيل في الـ 24 سنة التي لم نكن نحن نوجد فيها هناك. علينا أن نخلق حزاماً أمنياً مثلما كان في الأيام ما قبل الانسحاب والحكومة ملزمة بأن تخلق خيارات أخرى لليوم التالي، دون مشاركة قوة دولية أو ضمانات عابثة، بل من خلال حلول «محلية» مثل الضفة والسيطرة الإسرائيلية في المنطقة. بعد سنوات قال فيها جنرالات في الجيش حاليون وسابقون في كل زاوية: إنه «لا توجد ذئاب» وذر الرماد في عيون الجمهور رغم التهديد الواضح الذي نقف أمامه منذ قيام الدولة وحتى الآن، لا يمكن الآن الوقوع في مزيد من الخطأ. السلطة الفلسطينية ليست محبة للسلام وليست ضرورية لأمن إسرائيل، بل العكس – تعرض إسرائيل للخطر وتهددها أكثر من أي وقت مضى. إن انفجار ساحة الضفة في وجهنا وانقلاب أعشاش السلطة الفلسطينية علينا مسألة وقت. هم سيفعلون هذا عندما يناسبهم، وليس عندما يناسبنا. وعليه فينبغي لنا أن نكون كل الوقت مفتوحي العيون على النوايا.
هل نحن قادرون على تنفيذ المهمة؟ بالتأكيد. علينا فقط ألا نضعف أنفسنا ونتحدث دوماً في مصلحة البلاد وبطولة مقاتليها. نحن نقول بوضوح: «هذه دولتنا، هذه بلادنا وعلينا أن ندافع عنها». علينا أن نعرف أننا إذا كنا نحقق الأمن لسكان دولة إسرائيل وندعم من يحقق هذه الأجندة. فقط من يرَ هدفه هكذا، يدفع به قدماً. كل من تبقى يدحرون جانباً في ضوء التهديد الوجودي. شعب إسرائيل بحاجة ماسة إلى أناس مع جرأة وعظمة. أما من تعب – فليُعفَ.
نمنا عشرين سنة وفي هذه العشرين سنة عمل الإرهاب بلا انقطاع. مليارات من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي استثمرت في الإرهاب وفي بناء قوة منظمات الإرهاب وأطعمت وحوش السلطة الفلسطينية، والآن حان الوقت لقطع رأسها. يجب اجتثاث الإرهاب، ولا يهم كم من الوقت يتطلب ذلك. في الضفة أيضاً غفونا. الآن محظور أن نغفو مرة أخرى. بعيون مفتوحة على كل الساحات ومع روح في الصدر سنتمكن منهم.

عن «معاريف»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس المجلس المحلي لـ»بيت إيل».

 

 

Loading...