كذب إسرائيل ونفاق أمريكا

بعد أن تحدثت محكمة العدل الدولية بلسان وضمير العدالة الإنسانية، ووضعت النقاط على الحروف، فيما يثبت بشكل حاسم وقاطع عدالة القضية الفلسطينية، وحتمية دعم العالم كله لهذه العدالة ليس بالتأييد اللفظي، وإنما بتمكين الشعب الفلسطيني من التخلص من الاحتلال وممارسته حقه في تقرير مصيره، وحل جميع قضايا الصراع وفق قواعد ونصوص القانون الدولي.

بعد أن قامت محكمة العدل الدولية بكل نزاهة بهذا الدور التاريخي، لم تجد إسرائيل المعتدية والمدانة، ما تواجه به قراراتها سوى الكذب، وإدعاء أن هذه القرارات تعيق حل القضية الفلسطينية بالتفاوض، ذلك قبل أن يجف حبر قرار الكنيست بتحريم قيام دولة فلسطينية، وإلزام الدولة العبرية بعدم التفاوض بشأن حل القضية الفلسطينية تحت زعم أن الأراضي الفلسطينية هي أراضي إسرائيلية وأنها غير محتلة.

أمّا أمريكا، التي قالت نفس الشيء تقريباً في الاعتراض على قرارات محكمة العدل الدولية، فقد لجأت في تبرير موقفها اللاأخلاقي، بالزعم أن قرارات المحكمة تعيق التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية من خلال التفاوض.

ما هذا النفاق الساذج؟ أين التفاوض؟ وأين الحل؟ وأين الصدقية؟ وأمريكا لا تستقبل وحسب مجرم الحرب نتنياهو كما وصفه السيناتور ساندرز، بل تفتح له الخزائن، ليغرف منها بلا حساب وينفق على حرب الإبادة التي يواصل القيام بها وهو يلقي خطابه في الكونغرس الأشد بؤساً.

إنه الكذب والنفاق في مواجهة الحقائق الساطعة، وهذه سمة السياسة المشتركة بين الحليفين، المعتدي الدائم والممول والداعم.

Loading...