انقلاب مبكر حدث على الطريقة الأمريكية، بأن غادر بايدن حلبة الملاكمة مع ترامب، مرشحاً نائبته "غير البيضاء" كامالا هاريس للحلول محله على الحلبة، ما نقلها من موقع كانت فيه مرشحة بلا حظوظ، إلى صاحبة الحظ الأول في مؤتمر الحزب الديموقراطي القادم.
أنصار العدالة الفلسطينية من كل الملل والأجناس والأصول، كانوا محتارين في مسألة لمن يعطوا أصواتهم في الانتخابات الرئاسية، لو ظل المرشحين بايدن وترامب، فإن أعطوا ترامب فكأنهم يصوتون لأسوأ مبادرة أمريكية وضعت لتصفية القضية الفلسطينية، وإن أعطوا أصواتهم لبايدن، فكأنهم يدعمون شراكته للحرب على غزة ونكوصه عن وعوده التي أغدقها على الفلسطينيين أثناء حملته.
بفعل فداحة ما فعل ترامب، وفداحة ما فعل بايدن، فكّر الناخبون المؤيدون للحقوق الفلسطينية في معاقبة الاثنين، إمّا بوضع أوراق بيضاء في الصناديق، أو بقضاء إجازة ممتعة يوم الانتخابات "بالمقاطعة".
خروج بايدن من الحلبة، وتقدم ترامب حد اليقين بأنه الرئيس القادم، أرغم قطاعات مهمة من أنصار القضية الفلسطينية على تغيير الوجهة، بمعنى أن يذهبوا إلى المفاضلة بين السيء والأكثر سوءً، بمعنى أن يصوتوا لكامالا، لعلهم يحجبون فرص ترامب في الفوز.
عندما قيل مصطلح خياران أحلاهما مر، فكأن هذا القول نُحت للتصويت المرتقب في أمريكا، إذ الخيارات ثلاثة هذه المرة، وأحلاها مر، خيار ترامب وخيار كامالا وخيار الورقة البيضاء.
على هذا يدور الجدل في أوساط الجمهور المؤيد للحق الفلسطيني، وهو جمهور وازن إذا ما احتشد بصورة جدية وصوّت لمصلحة المرشح الأقل سوءً، وفي هذه الحالة فإن حظوظ كامالا أفضل من حظوظ ترامب.
ورغم ذلك فما زال هناك من يفكر بالإجازة والورقة البيضاء.