على الساعة التاسعة بتوقيت فلسطين، بدأ مشهد هو الأغرب على صعيد المشاهد البرلمانية في العالم.
بنيامين نتنياهو القادم من قيادة حرب إبادة، والمطلوب كمجرم حرب لمحكمة الجنايات، إلى جانب إدانة دولته باحتلالها للأرض والشعب الفلسطيني إدانة صريحة، من قِبَلِ أعلى وأهم مؤسسة حقوقية عالمية، هي محكمة العدل الدولية.
بنيامين نتنياهو الذي شيعته الجموع الإسرائيلية بتظاهرات ضخمة تطالبه بالرحيل، واستقبلته جموعٌ أمام الكونغرس كمجرم حرب، كان سيد المشهد الذي جمع بين الكذب والنفاق.
الكذب المألوف عن نتنياهو، والنفاق المألوف عن الكونغرس، حتى حين كان يهين أمريكا، ويظهرها كمحمية إسرائيلية، كان المنافقون "السيناتورز" يصفقون له وقوفاً، وهذا لم يحصل مثله في الكنيست، ولا حتى في مؤتمرات حزب الليكود.
التقاء الكذب والنفاق الذي توّج نتنياهو كزعيم لأمريكا، وجه رسالة إهانة للجمهور الأمريكي أولاً، الذي وصف قطاعات واسعة منه على أنه عميل لإيران، ورسالة أخرى لشعوب العالم، مفادها أن هكذا كونغرس يقود العالم بنفوذ أمريكا إلى اشتعالات لا تتوقف.
ورسالة إلى أهل الشرق الأوسط تقول.. لا تتعبوا أنفسكم في الرهان على حيادية وموضوعية أمريكية، فالكونغرس يتفوق على الكنيست في تبني ورعاية وحماية السياسة الإسرائيلية ومغامراتها التي أوصلت الشرق الأوسط إلى حافة حرب إقليمية واسعة قد تشتعل بحيث لا تُبقي ولا تذر.
مع هكذا كونغرس يتأكد أن حكايتنا أصلاً مع أمريكا وليس فقط مع إسرائيل.