حزنّا طويلاً وعميقاً على الآلاف المؤلفة من شهداء الحرب على غزة.
وسنتعب كثيراً وطويلاً ونحن نعمل على إعادة غزة إلى الحياة من جديد، ونخلّص الضفة والقدس من أذى الجيش المتحالف مع المستوطنين، الذين لا يتوقفون عن التفنن في إلحاق الاذى بالفلسطينيين وممتلكاتهم ونظام حياتهم في وطنهم وفوق أرضهم.
غير أننا ونحن نستخلص الحياة من بين ثنايا الموت، نتفوق على القتلة ليس فقط بالصمود الأسطوري أمام جيشهم وسياسييهم ومستوطنيهم، وإنما بمقارعتهم في كل مكان، ألم يرتفع العلم الفلسطيني على ساريات عاليات خارج الكونغرس ليذكر الغائبين عن الوعي والحقيقة والحياة، بأن تصفيقهم وقوفاً.. المدفوع الأجر من الايباك لن يجدي؟ ولن يسقط العلم الفلسطيني من سماء العالم، لأنه ببساطة علم المستقبل.
ألم يحدث ونتنياهو يقوم برحلة الطواف والاستجداء أن علم فلسطين سيخفق في باريس إلى جانب أعلام دول العالم، وهذا الخفقان وحده هو الميدالية الذهبية التي حصلت عليها فلسطين، مقابل لا ميدالية حصلت عليها إسرائيل، من خلال الدعوات المهمة بعدم السماح لها بالمشاركة لولا شفاعة ماكرون.
ألم تطغى يافطة رشيدة طليب الصغيرة وعظيمة المعنى والدلالة والشجاعة، وهي تخترق التصفيق البائس مدفوع الأجر بكلمتين أقوى من الرصاص وقذائف الطائرات الأمريكية... "WAR CRIMINAL".
ألم تقل المقاعد الفارغة في الكونجرس لنتنياهو لقد تآكل الإجماع الأمريكي عليك، بعد أن قيدتك محكمة الجنايات تحت قائمة مجرمي الحرب، وقيدت محكمة العدل الدولية احتلالك لفلسطين على أنه أفدح من جريمة قتل لشعب توارث الحياة على أرض وطنه منذ فجر التاريخ إلى ما لا نهاية.
بعد جولة التسول التي بدأت منذ وطأت قدماه أرض المطار في واشنطن، سيتوجه لقضاء إجازة ممتعة ليطفئ شمعة عيد ميلاد عائلية، في ذات الوقت الذي تطفئ فيه حياة آلاف الأطفال في غزة.
وهاكم ما قاله الكاتب الأشهر في إسرائيل ناحوم برنياع في مقالة بليغة تصور بدقة حال نتنياهو وإسرائيل في عهده..
" في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يخطب في الكونغرس، كان الجيش يعمل على تشخيص مزيد من جثث المخطوفين"
وقال أيضاً..
" لا أتذكر رئيس وزراء بقي في دولة أجنبية سبعة أيام في ذروة حرب، عملية الصفقة يمكن أن تنتظر، عطلة نهاية الأسبوع في أمريكا أهم".