مقالات مختارة

"شنق" فكرة الدولتين | شيريت افيتان كوهن

 

 

في الوقت الذي خطب فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكونغرس عن الصراع المشترك لإسرائيل والولايات المتحدة في هذه الحرب، كان في البلاد من شكك بشراكة المصير – تلقى الشعب الأميركي من خارج الكونغرس تذكيرا مفزعا من أن هذا بات عندهم في داخل البيت. هذا ليس إذا كان هذا الصراع ضد مؤيدي المغتصبين وقتلة الأطفال الذين ضربوا إسرائيل هو الذي يحتاج إلى شراكة أميركية فاعلة اكثر، فقد باتوا يوجدون في صراع نشط ضد قوى محلية تشجع ثقافة قتل مناهضة لإسرائيل ومناهضة لأميركا. الصور التي تراكضت في المواقع الأميركية عن نصب أفسدت على ايدي مؤيدين للفلسطينيين وتقدميين وإحراق أعلام الولايات المتحدة – أوضحت أن ليس الدعم لإسرائيل هو ما يوجد على المحك بل الديمقراطية بعامة.
من الصراع إلى الواقع هنا – نتنياهو أوضح أن إسرائيل ستنهي المهام في غزة وهذه ستجرد من السلاح. الرسالة بين السطور واضحة، وليس لأول مرة – دولة إسرائيل ستقاتل في سبيل حقها في الوجود ودولة فلسطينية لن تقوم على خلفية مشاهد المذبحة في الغلاف. أرادت "حماس" أن تعيد القضية الفلسطينية إلى الطاولة حين خرج رجالها للتنكيل باليهود – لكنها حققت نتيجة معاكسة: لأول مرة، الأغلبية الإسرائيلية تقول، لا واضحة للدولة الفلسطينية. لا في اتفاق أحادي الجانب ولا في مسيرة سياسية مرتبة. في 7 أكتوبر أعد مخربو "حماس" حبل المشنقة لفكرة الدولتين بنجاح عظيم.
قدم كنيست إسرائيل قبل أسبوع تصريح نوايا تأسيسيا: 68 نائبا من منتخبي الجمهور، بلا معارضين من القوائم الصهيونية، مع غانتس (خليفة رابين؟) الذي صوت مع ومع 9 معارضين من الأحزاب العربية قالوا، لا للدولة الفلسطينية. المقترح لجدول الأعمال الذي تقدم به النائب زئيف الكين حدد تغيير الاتجاه في الرأي العام الإسرائيلي، وهو بعيد الأثر اكثر بكثير من ذاك الذين نقله نتنياهو قبل بضعة اشهر فقط.
ثلاث مرات قبل ذلك، صوت كنيست إسرائيل على "دولة فلسطينية" - أوسلو "أ"، أوسلو "ب" وخطة فك الارتباط. في كل واحدة من هذه المرات تحققت أغلبية لتأييد مسار الدولة الفلسطينية. هذه المرة في التصويت على مشروع القرار الذي صاغه النائب الكين، أعضاء "يوجد مستقبل" بقوا في الخارج وحتى أعضاء حزب العمل (الذي احتله ميرتس) لم يدخلوا إلى القاعة كي يعارضوا. الرسالة التي خرجت من هنا إلى الولايات المتحدة صدحت كل الطريق إلى الكونغرس: دولة فلسطينية تكون محتملة فقط عندما يكون احمد الطيبي هنا رئيس وزراء.
20 سنة على إقرار خطة فك الارتباط ويبدو أن إسرائيل استوعبت الدرس حتى وان كان بالطريقة الصعبة، على الأقل في أوساط الجمهور. لدى قادة جهاز الأمن (كاسم سري لمجموعة تصنيفية ومتغيرة) يتبين انهم لم يتعلموا بشكل جيد. هناك يوجد دوما "توافق في الرأي" بالنسبة للخطوات الصحيحة. فك الارتباط جيد للأمن، صفقة شاليت لن تمس بالأمن وبالصيغة الجديدة: كل رؤساء جهاز الأمن يؤيدون الصفقة الآن. غير أنه يتبين انهم لا يكتفون بالمشورة بل معنيون بتوجيه السياسة. من خلف الكواليس.
يوجد من يؤمنون من بين أولئك الكبار بأنه إذا لم يحقق نتنياهو صفقة فورا وللتو – فإنهم سيقفون ضده علنا. من رأى هذا يحصل؟

عن "إسرائيل اليوم"

 

 

 

Loading...