أعلنت إسرائيل -اليوم الأحد- أنها رفعت جاهزيتها إلى المستوى التالي للقتال في الشمال، وتوعدت حزب الله "بدفع الثمن" ردا على مقتل وإصابة العشرات جراء سقوط صاروخ في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وبالتزامن نفذ الجيش الإسرائيلي غارات على البقاع وجنوب لبنان.
وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صباح اليوم قرية مجدل شمس الدرزية في الجولان، وحمّل حزب الله مسؤولية ما جرى.
وتوعد غالانت خلال زيارته موقعَ الهجوم برد قاس على حزب الله.
وفي تصريحات متزامنة، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن الجيش رفع جاهزيته إلى المستوى التالي للقتال في الشمال، وأضاف أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله على مجدل شمس من نوع "فلق" برأس حربي يزن 53 كيلوغراما، مشيرا إلى إمكانية الرد في مكان آخر بعيدا عن إسرائيل.
وتابع هليفي أن إسرائيل ستتصرف بقوة عند الضرورة، وستستعمل كل الوسائل لإعادة سكان الشمال إلى ديارهم.
من جهتها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم أن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرا إجراء مناورات تحاكي نقل جرحى خلال حرب في الجبهة الشمالية.
وكانت إسرائيل اتهمت مساء أمس السبت حزب الله بإطلاق صاروخ على القرية أسفر -وفق أحدث حصيلة- عن مقتل 12 شخصا وإصابة 40 آخرين حالة 17 منهم خطرة، ولكن الحزب نفى مسؤوليته عن القصف.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف خلال ساعات الصباح والليل مخابئ أسلحة وبنى تحتية في البقاع (شرق) وفي شبريحا وبرج الشمالي وكفركلا ورب ثلاثين والخيام وطير حرفا بجنوب لبنان.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن طائرات إسرائيلية شنت غارات على بلدة العباسية جنوبي لبنان ومحيط بلدة برج الشمالي، كما استهدفت بلدة الخيام بغارتين جويتين. وقد تسبب القصف الإسرائيلي في اندلاع حرائق وأضرار في ممتلكات المدنيين.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي يتبادل حزب الله وإسرائيل قصفا عبر الحدود أسفر عن مقتل نحو 400 شخص في الجانب اللبناني وأكثر من 40 في الجانب الإسرائيلي، وأثار حادث مجدل شمس مخاوف من مواجهة شاملة.
وبعيد حادث مجدل شمس الدرزية الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه وقع في ملعب لكرة القدم وضحاياه كانوا أطفالا، تواترت التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة هي الأقسى لحزب الله منذ بدء المواجهات قبل نحو 10 أشهر.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أصاب الملعب في مجدل شمس إيراني من نوع "فلق 1" وأن حزب الله أطلقه من شمال قرية شبعا بجنوب لبنان.
وادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم أن الجيش لم يطلق صواريخ اعتراضية تجاه الصاروخ الذي سقط بمجدل شمس بسبب التضاريس المعقدة، وأضافت أنه وفق تحقيق أولي أجراه الجيش أطلق الصاروخ من ارتفاع منخفض ولم تسنح الفرصة لإعطاء وقت أطول لتحذير السكان.
ونقلت الإذاعة عن شهود عيان بمجدل شمس أنه وبخلاف تحقيق الجيش فان الإنذار استمر لثوان معدودة فقط.
وكان حزب الله أصدر منذ مساء أمس بيانا نفى فيه أي علاقة له بالحادث على الإطلاق، واصفا التصريحات الإسرائيلية بالادعاءات الكاذبة.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي أن مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة بأن الحادث كان نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم بمجدل شمس.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلص مدة زيارته إلى الولايات المتحدة وعجل بعودته، وتوعد حزب الله بدفع ثمن باهظ، ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي مساء اليوم لبحث التطورات في الشمال.
وفي حين قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حزب الله تجاوز الخطوط الحمر وإن إسرائيل تقترب من حرب شاملة معه، ذكر مصدر إسرائيلي أن الرد سيكون قاسيا لكن دون الانجرار إلى حرب شاملة.
ودعا زراء إسرائيليون إلى رد واسع على ما حدث في مجدل شمس، حيث طالب وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في حين دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نتنياهو لشن حرب على الحزب بشكل فوري.
أما وزير الداخلية موشي أربل فقال إن الرد على هجوم مجدل شمس يجب ألا يكون أقل من الرد على هجوم الحوثيين على تل أبيب.
كما دعا عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس إلى "رد كبير" على حزب الله ولبنان، قائلا إن الوضع على الجبهة الشمالية لا يمكن أن يستمر على هذا النحو.
في غضون ذلك، حذر مسؤولون أمميون من أن تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قد يقود المنطقة إلى كارثة تفوق التصور.
ودعا منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان وقائد قوة حفظ السلام الأممية (يونيفيل) للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي للجزيرة إن التواصل مستمر مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي بهدف خفض التوتر عند الخط الأزرق.
وكانت الحكومة اللبنانية أصدرت بعيد حادث مجدل شمس بيانا قالت فيه إن "استهداف المدنيين يعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية"، داعية إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".
وفي لبنان أيضا، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن استهداف المدنيين مرفوض ومدان سواء كان في فلسطين أو الجولان المحتلين أو في جنوب لبنان.
وحذر جنبلاط مما وصفها بمساعي إسرائيل الرامية إلى إشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها.
وفي ردود الفعل الإقليمية، قالت إيران إنها لا تتوقع أن تشن إسرائيل حربا شاملة على لبنان.
دوليا، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق دولي في حادث مجدل شمس.
وندد البيت الأبيض بالهجوم على مجدل شمس، بينما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن قلقة جدا من أن يؤدي هجوم مجدل شمس إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي لافروف اليوم تعليقا على سقوط قتلى بالجولان إن بلاده تدين كل الهجمات الإرهابية، مؤكدا وقوفه إلى جانب المقاومة والمقاومين الذين يواجهون الاحتلال والإجرام الإسرائيليين.