كلما يقع حادث ضخم خارج نطاق مذابح نتنياهو في غزة، كان يسود مصطلحٌ محددٌ ومتكرر مفاده الخوف من حرب إقليمية، يتسابق العالم على تفاديها.
ولقد حدث ذلك كثيراً على مدى أشهر الحرب التسعة، ومستويات تدخل إيران فيها وحزب الله وفصائل قوى الممانعة المتواجدة في كل الساحات.
وفي كل موقعة كانت تبدو تفاعلاتها قريبة من احتمالات الاتساع، لتصل إلى حرب إقليمية شاملة، كانت أطراف هذه الحرب المباشرة وغير المباشرة، تعلن عدم رغبتها في الانجرار إلى حرب شاملة، وكانت أمريكا ومن معها تحرك أساطيلها في المتوسط، لتعلن استراتيجياً وعسكرياً وسياسياً ومعنوياً، أنها ستكون مع إسرائيل إذا ما تطورت الحرب إلى المستوى الإقليمي الشامل.
الأطراف المباشرة وغير المباشرة، المحاربة خارج نطاق غزة ربطت عملياتها العسكرية بكل مستوياتها بمجريات الحرب الأساسية على غزة، "فإن توقفتم توقفنا" غير أن الذي فعلته إسرائيل أن فكّت الارتباط بين غزة وباقي الجبهات وخصوصاً الشمالية، لتتخذ سياسةً معلنةً وممارسة مفادها، حتى لو توقفت الحرب على غزة فالحرب على جبهة الشمالية مستمرة حتى تحقق أهدافها، التي تشير كل التطورات السياسية والميدانية إلى استحالة ذلك.
إن ما يجري هو حربٌ حقيقية، يمارس جزء منها ويخطط جدياً لاتساعها، والمؤثر المركزي في قراراتها عائد للجانب الإسرائيلي والذي يعتمد كلياً فيها حالياً وغداً وبعد غد على جرّ أمريكا وحلفائها الأطلسيين إليها عاجلاً أم آجلاً.
إن الشرق الأوسط حالياً في حرب، ولكم أن تسموها جزئية أو شاملة، معلنة أم مستترة، إلا أن الدم والدمار يقول، إنها بالفعل حرب حقيقية.