الفكرة..
تعترف إسرائيل بل وتُجمع على أن اغتيال الفكرة مستحيل، وتعترف كذلك بأن حماس فكرة لن تزول باستشهاد قياداتها من الصف الأول إلى الصف الأخير.
الرجل..
إسماعيل هنية، صاحب الوجه السمح، واللسان اللبق، الذي صعد من الصف الأخير إلى الصف الأول بجهده وخصائصه القيادية المميزة، ولا نجانب الحقيقة حين نقول، إنه أحد رموز الاعتدال والمرونة في الحالة الفلسطينية، غير أن مسدس الاغتيال أو عبوته الناسفة يعرفان لمن يصوبا وعلى من يقضيا.
هذا اليوم كان إسماعيل هنية وقبله قافلة تمتد عبر كل فصول التاريخ، من جرى اغتيالهم على أرض الوطن وفي بلاد الله الواسعة، إلا أنها ضيقة على حاملي الفكرة وأولهم سيد الشهداء ياسر عرفات وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى وقبلهم أبو جهاد والقافلة متصلة عديدها الآلاف من كل الواقع والمراتب.
التوقيت..
مسدس الاغتيال أو العبوة أو المسيّرة أو السم، لا تصل الهدف عشوائياً وإنما بتوقيت مدروس، إذ حان الوقت للقتلة أن يوقفوا الجهود المبذولة لهدنة أو تبادل.
نتنياهو قرر مواصلة اختيار المسدس والعبوة والطائرة حيثما أمكن.
وها هو يفعلها بكل ما هو متوفر لديه من وسائل، والجدار الأمريكي أمامه ووراءه ومن حوله.
المكان..
هو عاصمة محور الممانعة وقائدة فصائله وأذرعه، والرسالة تقول لا مكان آمن لحاملي الفكرة، ولا أمن لأي قائد ربما قدّر أنه بمأمن ما أن يدخل بيت المرشد.
طهران كمكان لجريمة الاغتيال، هي مجمع الاعتبارات المادية والمعنوية والعسكرية والتعبوية، كان الإنذار الأول تصفية علمائها في بيوتهم، والانذار الثاني تصفية ايقونتهم العسكرية الشهيد قاسم سليماني، والانذار الذي تلاه بتدمير القنصلية في دمشق، وكلها في الجسد الإيراني المباشر، أمّا الأذرع فها هي تقدم الشهداء على كل أرض يقفون عليها.
الأسئلة...
دائماً وكلما نصحوا على خبرٍ بهذا الحجم الفادح نسأل وببراءة المحزونين على فقدان القادة والرموز والأبناء والآباء والأشقاء، وحتى امتحان التوجيهي في غزة..
نتساءل كيف سيكون الرد؟.. كيف سيكون الردع؟.
لا جواب يمكن استنتاجه مسبقاً، فما يزال الميدان مفتوحاً على الفعل ورد الفعل، والميدان وحده من يجيب.
غير أن للحقيقة جواب لا بديل عنه.. يتقدم أو يتأخر إلا أنه يظل الجواب.. مفاده.. أن إسرائيل قد تنجح في القتل والاغتيال والتدمير، إلا أنها لن تنجح أبداً في اغتيال قضية شعب يعتنق هدفاً واحداً مجمع عليه هو الحرية والاستقلال.
رحم الله أبو العبد وأبو عمار وأبو علي مصطفى ومن سبقوهم ولحقوهم من رجالات الصف الأول في الكفاح الوطني الفلسطيني، ورحم الله جميع الشهداء.