لنبدأ بمعالجة السؤال الأول.. ولا نقول الإجابة عنه، فالإجابة في صندوق أسود مغلق، لا يمتلكه سوى رجل واحد هو المرشد الأعلى السيد خامنئي، ذلك لا يعني استبعاد دور المؤسسات الإيرانية في تهيئة قاعدة ومحتوى وحدود الرد، خصوصاً وأن إجماعاً بين كل مقومات النظام يتبلور حول حتميته وما تبقى كيفية تنفيذه.
أمّا السؤال الثاني، كيف سيكون الرد.. هل بتطوير صيغة نيسان الماضي مع تعديلات عليها، أم بالذهاب إلى صيغة مختلفة مع الأخذ بعين الإعتبار بعد المسافات، بين المركز والأهداف المنشودة.
والسؤال الثالث.. وهو الأقل سرية، فحجم التدخل الأمريكي الغربي والأطلسي والإقليمي، سوف يتحدد على ضوء ما سيحدثه الرد الإيراني من ضرر مباشر عميق على إسرائيل.. وكذلك على إمكانية نجاح الجهود الحثيثة التي تبذل لتحجيم الرد الإيراني، بما يقابله حتماً تحجيم الرد الإسرائيلي، وإعادة اللعبة إلى قواعدها القديمة التي لم تخرج عنها منذ بدأت الحرب من وعلى الجبهة الشمالية.
وإلى أن ينطلق الرد الإيراني فسيمتلئ الفضاء بالتوقعات والاستنتاجات والإشاعات والمناورات، وسيظل الخوف من القادم الذي لا يُعرف كيف سيكون بالضبط هو سيد الحالة.