مقالات مختارة

سيطرة بن غفير على الشرطة: الدائرة توشك على الاكتمال | أسرة تحرير هآرتس

 

 

بعد أن فشل في تعيين اللواء أبشالوم بيلد مفتشاً عاماً للشرطة، ينتقل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى محاولة أخرى لأن ينصب على رأس الشرطة ضابطاً يتيح له أن يفعل بالشرطة كما يشاء. المرشح الجديد هو اللواء داني ليفي، قائد لواء الشاطئ، الذي يشرف على منطقة حيفا ووادي عارة. اختيار ليفي ليس صدفة. فالحديث يدور عن اللواء الأقل خبرة من بين القيادة العليا في الشرطة الذي يشغل منصبه منذ أقل من سنة – وبفشل تام.
منذ عيّن بن غفير ليفي في المنصب في آب 2023، في ظل تجاوز المفتش العام، في أعقاب حملة تزلف له ولرجال مكتبه، ارتفع مستوى الجريمة في اللواء وتسلق عالياً عدد القتلى. لا عجب في ذلك إذ إن ليفي كان بلا تجربة تقريباً في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي. فقد فضل بن غفير الولاء على المهنية. 
مقابل الفشل في مكافحة الجريمة، حرص ليفي على تلبية رغبة بن غفير والحكم حين بدأ ينتهج يداً قاسية في الجهد لقمع التظاهرات. ووفقاً لأوامر بن غفير أساء استخدام قوته كي يمنع رفع أعلام فلسطين في منطقته، حتى لو لم يزعج هذا أحداً، ولاحقاً انتهج يداً قاسية وعنفاً ضد التظاهرات أمام منزل رئيس الوزراء في قيساريا.
اعتقالات عابثة، وأحياناً عنيفة، إلى جانب يد قاسية لقوات الشرطة في قيساريا، أصبحت أمراً اعتيادياً رغم النقد الشديد من المحاكم. فقد أراد ليفي إرضاء رئيس الوزراء وأساساً إرضاء الوزير الذي عيّنه، وحرص على التزلف لبن غفير في كل فرصة. هذا نجح. في غضون أقل من سنة أصبح مرشحاً لمنصب مفتش عام الشرطة. بتعيينه سيشعر بدين كبير للوزير المسؤول والذي سيضطر لأن يسدده قريباً. 
إن تعيين ليفي هو تأكيد قتل لاستقلالية جسم الإنفاذ المركزي، الذي يفترض باستقلاليته أن تكون مبدأً أساسياً. ضباطه وأفراد شرطته سيفهمون أن الطريق إلى التقدم في المراتب هو الالتزام بتعليمات الوزير وبالأساس العمل بروحه. دليل على انهيار الجهاز رأيناه هذا الأسبوع: نشطاء اليمين اقتحموا قواعد الجيش في "سديه تيمان" وفي بيت ليد تحت العين المفتوحة للشرطة التي ردت بتثاؤب على سيطرة ملثمين مسلحين على بوابات الدخول إلى القواعد.
إن تعيين ليفي سيكمل سيطرة بن غفير على الشرطة وتحولها إلى ذراع تنفيذية لليمين المتطرف الذي يمسك بزمام الحكم.

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...