مع استمرار المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية، وسقوط عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح وأسير ومغيب قسرياً، يصرخ المظلوم والمكلوم الفلسطيني بأننا لسنا مجرد مادة دسمة للإعلام سواء المرئي أو المسموع وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي؛ نحن شعب يستحق الحياة كما يقول الشاعر الراحل الحاضر بيننا محمود درويش.
الإعلام العربي والغربي
صور الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين ومعاناة الأطفال والجوع والتقتيل وتجريف البنى التحتية وتهديم المباني فوق رؤوس ساكنيها في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس؛ مشاهد مثيرة استخدمتها وسائل الإعلام العربية والإسلامية والغربية على مدار أكثر من عشرة شهور من المقتلة الفلسطينية، لتكون مادة دسمة للإعلام والإعلاميين والمحللين، لتشد طيف شاسع من المتابعين والمشاهدين، في وقت لايزال فيه الضحية الفلسطيني يئن من استمرار المقتلة وارتفاع أصوات المكلومين بالصوت والصورة لإيقافها. صحيح أن للإعلام دور محوري في إيصال رسائلهم للعالم لبيان همجية إسرائيل بمكوناتها المجتمعية وجيشها وحكومتها وأحزابها التي تدعو بمجملها إلى إبادة الشعب الفلسطيني وقتله وتدمير حتى الحجر الفلسطيني والأشجار وكل معالم الحياة في وطن الفلسطينيين الوحيد فلسطين بمساحتها (27009) كيلومتر مربع؛ لكن الفلسطيني ليس سلعة استهلاكية إعلامية؛ هو إنسان في الدرجة الأولى وله حقوق كفلتها القوانين والشرائع الإنسانية الدولية.
الإشارة بالبنان
يتجاهل إعلاميون كثر الإشارة بالبنان وبشكل صريح إلى حلف الإبادة الجماعية الداعم لعدوان إسرائيل المستمر وتقتيل الفلسطينيين وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم، ونقصد هنا إدارة بايدن والنظم الغربية الوازنة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث لم يقتصر دعم حلف الإبادة الجماعية للدولة المارقة على المنصات الإعلامية فقط، بل تجلى بما تتلقاه إسرائيل، لا سيما خلال قتلها الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة، الضفة الغربية، والقدس والداخل الفلسطيني، منذ أكتوبر الماضي، إذ شهد العالم تصاعداً في العدوان الإسرائيلي وارتكاب المجازر المروعة، ويستخدم حلف الإبادة الجماعية الإعلام كمنصة مزيفة تُظهر في كثير من الأحيان القضايا من منظور يدافع عن الموقف الإسرائيلي، ويتجاهل الضحايا الفلسطينيين، جنباً إلى جنب مع الدعم العسكري والسيبراني والمالي بالمليارات.
ومن نافلة القول أن هذا الدعم لإسرائيل رفع منسوب عمليات الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وأرقام الشهداء والجرحى والمغيبين تشي إلى ذلك؛ وفي وقت انحاز فيه المزاج العام الشعبي الغربي تدريجياً إلى جانب الضحية الفلسطيني، وخاصة الطلاب في عشرات الجامعات المعروفة في أمريكا والدول الغربية وصولاً إلى أستراليا وكندا، بقي حلف الإبادة الجماعية على موقفه الداعم للمجازر الإسرائيلية واستمرارها رغم الحديث المزيف حول أهمية المساعدات الإنسانية؛ والمطلوب الآن وضع حد واجتراح سبل لإيقاف المقتلة الفلسطينية، وشهداء وجرحى وأسرى ومغيبي فلسطين ليسوا مجرد مادة دسمة للإعلام، والشعب الفلسطيني (14) مليون ونصف المليون في داخل فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة يستحق الحياة في وطنه الوحيد فلسطين.