مقالات مختارة

التشكك، الفجوات، ونافذة الفرص.. | يوسي يهوشع

 

 

لا يشك أحد في أن خطوات إيران و»حزب الله» ستؤثر على الاتصالات لوقف النار في غزة، لكن إلى أن يحصل هذا يواصلون في جهاز الأمن الدفع نحو الاتفاق حتى لو لم يعد هذا كل المخطوفين دفعة واحدة. 
ويقول مصدر أمني مطلع على التفاصيل وهو غير سياسي: «من الواضح أننا كنا نريد تحرير كل المخطوفين، وبخاصة الأحياء دفعة واحدة. لكن يجب التقدم بالصفقة في الفترة الزمنية الحالية كي ننقذ أكبر عدد ممكن».
«سنعيد الجميع، سننتظم ونعود إلى القتال. وقف النار ليس نهاية الحرب»، يقول المصدر. وفي رد على سؤال هل الصفقة جيدة يجيب المسؤول: «لا. كنت أود أن أحرر مخطوفين أحياء أكثر بكير. لكن هل الصفقة صحيحة الآن؟ نعم».
وتعتقد محافل الأمن أن السنوار معني باحتمالية عالية باتفاق في المرحلة الحالية، إذ إن تصفية الضيف ومسؤولين آخرين شكل رافعة ضغط ناجعة وفهم بأنه هو التالي في الطابور.
غير أن الخلاف حالياً ليس فقط بين إسرائيل و»حماس»، بل في داخل إسرائيل، حيث سجل، أول من أمس، تصعيد آخر في العلاقات بين نتنياهو وغالنت اللذين يتطلع الجمهور إليهما بترقب. 
وإلى ذلك يمارس الوسطاء الضغط على الطرفين بشأن الخلافات المتعلقة بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح. ففتح معبر رفح مهم للقاهرة، وفي النهاية يتعين على المستوى السياسي أن يساوم، إذ لن تكون شرعية لرفض الصفقة فقط لأن جهة فلسطينية أخرى ستكون في معبر رفح بدلاً من «حماس». 
فجوة أخرى في المفاوضات تتعلق بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع. يقلق جهاز الأمن من عودة المسلحين مع السكان بينما المستوى السياسي يقلقه جانب الوعي في الخطوة. إذ كيف يعود الغزيون إلى بيوتهم بينما سكان الغلاف لا يعودون؟

واقع جديد على الحدود الشمالية
ما سيحصل من اللحظة التي ينطلق فيها رد إيران و»حزب الله» على الدرب سيصمم ما ستؤول إليه الحرب.
حسب مصادر أمنية، فقد قرر نصر الله الرد على مقتل شكر وقواته على الجدار وقدرتهم على إلحاق الضرر كبيرة. لكن هذا لا يعني أنه سيسارع إلى جر لبنان إلى حرب. فالسكان هناك لا يريدون حرباً. أما في جهاز الأمن فيدعون أنه حتى لو بقي المواطنون الإسرائيليون في الملاجئ لزمن طويل فهذا ثمن يمكن دفعه مقابل تغيير الواقع على الحدود الشمالية. فالضابط الكبير الذي تحدثنا معه يقول إنه «إذا ما ارتكب نصر الله خطأ ورد بشكل غير متوازن، فستكون هذه فرصة للخروج إلى هجوم إسرائيلي يؤدي إلى واقع جديد على الحدود الشمالية. فتصميم الواقع من جديد مع هجوم إسرائيلي سيعيد السكان إلى بيوتهم في الشمال في ظروف جيدة بعد ضربة شديدة توقعها إسرائيل على لبنان».
وفي الجبهة الإيرانية أيضاً القلق ليس في اتجاه واحد. «إيران تفهم – هذه المرة بخلاف الرد في نيسان بأننا سنرد بشكل مختلف إذا ما تعرضنا للاعتداء كما يقول الضابط الكبير. «ولهذا ففي طهران يحسبون الأمر جيداً. فقد رأوا ما فعلنا في اليمن ويفهمون أي ضرر يمكننا أن نوقعه على اقتصادهم».
الرغبة الإيرانية في الثأر لا تزال على حالها، لكن الخوف من حرب شاملة لا يضعف أيضاً. فالفشل العملياتي في نيسان يضعف شهيتهم: رغم أنه انكسرت في حينه المعادلة بين الدولتين، لا يريدون الإيرانيون إن يظهروا مرة أخرى كمن هم غير قادرين على توجيه ضربة لإسرائيل.

عن «يديعوت»

 

 

 

Loading...