قاطعت حماس رسمياً المحادثات التي وصفت بمحادثات بالفرصة الأخيرة، وقدّمت الحركة سبباً معقولاً للمقاطعة، وهو أن المطلوب تطبيق الورقة الأمريكية التي جرى التفاوض حولها كثيراً، وليس فتح باب التفاوض من جديد، خصوصاً وأن الجانب الإسرائيلي يسحب من جعبته كل مرة شروطاً جديدة في سياق خططه لاستمرار الحرب ومنع الوصول إلى أي اتفاق ولو مؤقت.
إعلان المقاطعة لا يعني أن هنالك مقاطعة بالفعل، فحماس موجودة في المكان وعلى مقربة من المفاوضات، وتدرك أن أي صيغة يتوصل إليها الوسطاء لابد وأن تحظى بموافقتها والتقيد ببنودها والمشاركة في تنفيذها على الأرض.
ليس مهماً صيغة حضور حماس في فعالية الخامس عشر من آب. المهم أن تُرى نتائج فعلية يبنى عليها مسار يفضي إلى إنهاء الحرب، وهذا ما سيبدو جلياً حين يعلن الوسطاء نجاحهم أو فشلهم.
حماس قاطعت رسمياً مع أنها على مقربة وفي صلب المحاولة، لأنها فيما يبدو توفر لنفسها خط رجعة في حال الفشل، خصوصاً وأنها أبدت مرونة ملحوظة خلال المحادثات السابقة وما أكثرها، وكان نتنياهو يستثمر في مرونة حماس بمنطقه الخاص، الذي اعتبر المرونة كثمرة للضغط العسكري.
لو توصل الوسطاء لاتفاق فتقديرنا أن حماس ستكون أول الموافقين عليه، فغزة تستحق توقفاً لنزيف الدم والدمار ولو لأسابيع قليلة، لعلها تكون فاتحة خير لما بعدها.
أخطأت أو أصابت، هذا ما لا يجوز الحكم عليه مسبقاً، بل يحتاج الأمر إلى رؤية خلاصات ما بدأ به الوسطاء يوم الخامس عشر من آب.