نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالاً مطولاً كتبه في عام 1999 المؤرخ الإسرائيلي (رون بونداك)، الذي يعد أحد مهندسي اتفاقيات أوسلو، تضمن توقعات "مرعبة" لمستقبل إسرائيل في عام 2025. أنشأ الغرب الاستعماري بالتعاون مع الحركة الصهيونية إسرائيل نشأة غير طبيعية في الخامس عشر من أيار/ مايو 1948 على 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية (27009) كيلومتر مربع، وطردت العصابات الصهيونية بقوة المجازر وغطاء من المحتل البريطاني 61 في المائة من إجمالي عدد الشعب الفلسطيني البالغ في العام المذكور مليون وأربعمائة ألف فلسطيني.
مقولات مزيفة
اعتمدت الحركة الصهيونية على مقولات سياسية مزيفة لاحتلال فلسطين، مثل "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" و"فلسطين أرض قفراء"، وتبنت تلك المقولات النظم الغربية التي ساعدت في إنشاء إسرائيل واستمرارها كدولة عنصرية تجاه صاحب الوطن الحقيقي، أي الفلسطيني المتجذر، فكانت كل من بريطانيا وفرنسا داعمتان بالسلاح والمال لترسيخ دولة الابارتهايد إسرائيل وبناء مؤسساتها المختلفة، في ظل عدم وضع دستور، بل الاعتماد على ما يسمى قانون أساس لترتيب العلاقات بين السلطات والمؤسسات المختلفة في إسرائيل، ويعتبر القانون المذكور أن دولة الإبادة الجماعية إسرائيل، بمثابة دولة لكل يهود العالم البالغ الآن 2024 نحو(14) مليون يهودي، منهم خمسة ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو سبعة ملايين وثلاثمائة يهودي في فلسطين المحتلة ينحدرون من أكثر من (100) دولة في العالم، وكان بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي تحدث عن صعوبة تشكيلة التجمع الاستيطاني والتعامل مع لأنه ينحدر من عدة قوميات وثقافات، في وقت يعتبر فيه قانون القومية الإسرائيلي الصادر قبل عدة سنوات، بأن اليهود يشكلون قومية وليس دين كما هو معروف.
أكذوبة الواحة الديمقراطية
تماهياً مع المقولات الصهيونية المزيفة حول فلسطين وشعبها، يحاول الغرب الاستعماري صانع الدولة المارقة إسرائيل باستمرار نعتها بالدولة الديموقراطية النموذج في منطقة الشرق الأوسط ضارباً بعرض الحائط الصورة الحقيقية للدولة العنصرية والفاشية المارقة والمائلة للعيان على مدار الساعة، فمن اعتقال وتقتيل الفلسطينيين واغتيال الطفولة الفلسطينية من المسافة صفر مروراً بمصادرة أراضيهم وبناء المستوطنات عليها وصولاً إلى محاولة تهويد المكان والزمان الفلسطينيين، في وقت نعتت منظمات دولية ودول وشخصيات سياسية وازنة في العالم إسرائيل بأنها دولة إبادة جماعية مكتملة الأركان، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، شهدت ميادين وساحات مدن كثيرة في غالبية دول العالم مظاهرات ضد المجازر الإسرائيلية مطالبة بوقفها ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، حيث وصلت المطالبات إلى مجالس النواب في دول الغرب الوازنة، وامتدت المظاهرات المنحازة للحق الفلسطيني إلى ساحات عشرات الجامعات المعروفة في العالم مطالبة بوقف المقتلة الفلسطينية التي تركب على مدار الساعة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي من قبل الجيش الإسرائيلي، المزود بأحدث الأسلحة الأمريكية الفتاكة.
رحيل أخر الغزاة
رغم درب الآلام الطويل التي مرّ به الشعب الفلسطيني، إلا أن الفلسطيني يصعد من تحت الركام ويقول مكرراً لن نرحل هذا وطننا، الأمر الذي يؤكد حتمية رحيل المحتل الصهيوني من جنبات فلسطين، طال الوقت أم قصر، حيث مرّ على فلسطين احتلالات عديدة وانكسرت وبقي الشعب والوطن الفلسطيني شامخاً كجباله، جبل النار، والجرمق والكرمل. والهوية الوطنية الفلسطينية راسخة ومتجذرة بموشورها، الوطن، والشعب في كافة أماكن تواجده، ومنتجاته العلمية والأكاديمية والعملية والفنية والأدبية والفكرية والإعلامية، ومهما كانت قوة إسرائيل العصابة المستمدة من نظم الغرب إلا أنها ستكون أخر الغزاة الراحلون عن الوطن الفلسطيني.