ماذا سيقول التاريخ الإسرائيلي عن نتنياهو؟

 

 

 

لو اعتزل السياسة بعد آخر فوز له في الانتخابات لظل محتفظاً بلقب الملك.

ولو توصل لتسوية في قضايا الفساد المثبتة عليه، وانسحب بهدوء إلى البيت بديلاً عن السجن، لظل كذلك محتفظاً بلقب الملك.

غير أن آخر سنوات عهده شهدت تجرده من أردية الملك قطعة وراء قطعة، حتى أن أحداً من أشد المتحمسين والموالين له، لم يعد يستخدم هذه المفردة في وصفه.

أول خطوة درامية نزل بها عن العرش، تبنيه لما سمي بالانقلاب على القضاء ومؤسساته ومكانته في الدولة.

والخطوة الثانية وقوع زلزال السابع من أكتوبر في عهده.

والخطوة الثالثة تكرسه كزعيم فرد في إسرائيل، سجّل الرقم القياسي في تكبيدها خسائر بشرية وسياسية ومعنوية لم تحدث من قبل.

مثلاً... هو أول رئيس حكومة في إسرائيل يتهدده طلب من محكمة الجنايات كمجرم حرب، وهو أول رئيس حكومة في إسرائيل تقف دولته في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية، وهو أكثر رئيس حكومة في إسرائيل فقدت الدولة أكبر عدد من القتلى والجرحى في عهده، وأكبر عدد من المهجرين، وأشد نزف مالي واقتصادي أفرغ خزائن الدولة ليأتي المدد من واشنطن.

هذا بعض مما حققه نتنياهو لإسرائيل، أمّا ما تحقق له فعلاً فلم يعد أحد يستخدم مفردة الملك في الحديث عنه.

 

 

 

Loading...