استيقظ متابعو الإذاعات والشاشات في ساعة مبكرة من هذا اليوم الأحد الخامس والعشرين من آب، على طبول حرب هي الأعلى صوتاً من كل الطبول التي سبقتها، واستمعوا إلى بلاغات وُجهت للمواطنين تدعوهم إلى البقاء قريباً من الملاجئ، وعدم التوجه إلى المطار بفعل إغلاق الأجواء، وإعلان حالة طوارئ شاملة، مع أخبار عن تواجد صنّاع القرار في غرف العمليات العسكرية.
عن الجانب اللبناني "حزب الله" قيل أنها بداية حرب الثأر لمقتل القائد العسكري الأول فؤاد شكر.
وعن الجانب الإسرائيلي قيل أنها عملية عسكرية استباقية لردع صواريخ حزب الله المعدة للإنطلاق إلى العمق الإسرائيلي.
الذين لا يعرفون كيف تجري المعارك المتفق على حجمها وأهدافها ومساحتها، قدّروا أن الشرق الأوسط كله دخل حرباً إقليمية لم يتوقف الحديث عنها منذ بداية الحرب على غزة.
أمّا أصحاب القرار على الجانبين، فقد أعلنوا في وقت واحد أن المعركة انتهت، وأن المطارات فُتحت، وأن بوسع الجميع ممارسة حياتهم العادية وكأن شيئاً لم يكن.
المعركة بدأت وانتهت من الخامسة صباحاً حتى السابعة، ساعتان من قرع الطبول تم فيها ضرب أهداف إن لم يكن متفقاً عليها بدقة فمتفق على أسقفها وحجمها.
الخلاصة حتى الآن أن الحرب الحقيقية التي لا سقف لها هي الحرب على غزة.. وكل ما حولها مجرد موسيقى تصويرية لها مسميات عدة، تلزم أجندات المشاركين فيها، غير أن العنوان الأدق لما جرى بين الخامسة صباحاً والسابعة، يمكن اختصاره بكلمات قليلة.. طبول قُرعت ثم صمتت، ومقتلة غزة تواصلت واستمرت.