أكثر من عشرة شهور والعدوان مستمر على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم يستطع أحد من الإقليم أن يوقف ولو للحظة هذه الهمجية الإسرائيلية التي يشاهدها القريب والبعيد من الإقليم وغير الإقليم ومن المحور وغير المحور ومن الدب الروسي وأصحاب البشرة الصفراء حتى جميعهم مجتمعين لم يفعلوا شيء.
لقد أفرز العدوان الكثير من الإشكاليات الحياتية لدى المواطنين مثل قلة المياه وانعدام الكهرباء والانتقال من المنزل إلى الخيمة، والأخطر هي مجموعة من الأمراض الاجتماعية التي ظهر جزءٌ منها وسوف يظهر الباقي بعد انتهاء العدوان، فتجد الكثير من الخلافات العائلية بين الرجل وزوجته وبين الأم وأبنائها وبين الأخوة، ينعكس هذا السلوك خارج نطاق الأسرة ليخرج إلى المجتمع في الشارع والسوق والحي.. فتجد الكثير من الخلافات التي تتحول إلى مشاكل مما تؤدي إلى الضرب وفي بعض الحالات إلى القتل مع غياب القانون والشرطة فالمتشاجر لا يجد ما يردعه ويحاسبه.
لن يتعافى المجتمع الفلسطيني الغزاوي سريعاً بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلي فقد تستمر هذه الأمراض الاجتماعية لمدة كبيرة، وسوف نجد التفسخات المجتمعية المتمثلة بالأسرة وحالات الطلاق والضرب والقطيعة.
ليس ذلك فحسب بل هناك أمراض أخرى لها علاقة بالتربية والتعليم في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي تدمير المنظومة التعليمية من جامعات وكليات ومعاهد ومدارس حتى رياض الأطفال لم تسلم فهذا مرض سوف يحتاج وقتاً طويلاً للعلاج ولن يتعافى بشكل سريع.
الأمراض لها أسبابها فلا تنتقل إلا عن طريق العدوى بالاحتكاك أو عدم أخذ الحيطة والحذر، فقد تكون أنت كمواطن تعمل على أخذ الحيطه والحذر في جميع المناسبات لكن تصاب بالعدوى من وزارة الصحة التي من المفترض أن تكون أكثر الجهات آخذة الحرص وتعمل على تجنيب المواطنين هذا المرض والوقاية منه، لكن تجدها لا خطة لديها أو أي تخطيط لكيفية المواجهة والاستمرار مدة أكبر، هذا إن كان مرضاً أو وباء لم تكن تعلم به، لكن في ظل قيامك أنت بعمل يستدعي التحضير لأي رد فعل مثل عدوان الاحتلال على قطاع غزة وعدم توفر المستلزمات الأساسية لها هذه مغامرة بأرواح الناس وبجميع مناحي الحياة.
لا يعني أن يكون هناك عدوان ليدي إلى انعدام مقومات الصمود ففي حالتنا الفلسطينية وخاصة قطاع غزة لا بد أن تكون هناك خطط جاهزة تعمل على توفير الحماية والاحتياجات الاساسية للمواطن من سلع أساسية وخدمات صحية وأمن وحماية من استغلال التجار.... كل ذلك لم يكن موجود إلا بالحد الأدنى.
علينا أن نستدرك ونأخذ العبر من هذه الأخطاء ونعمل على عدم الانفراد بالقرار لصالح جهة معينه وأن نجعل شعار الاتحاد قوة وأن فلسطين للجميع.