معركة الساعتين والنصر المتنازع عليه

 

 

 

بين الخامسة فجراً والسابعة صباحاً، تابع من سهروا طيلة الليل، أو استيقظوا مبكراً، معركة فيها بعضٌ نمطي وبعض آخر مفاجئ.

النمطي هو الامتداد المعتاد للاشتباكات اليومية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، أمّا المفاجئ فهو اللغة الإسرائيلية التي سبقت المعركة، واستمرت طيلة ساعتيها.. ذلك تحت عنوان "العملية العسكرية الاستباقية" التي قدّر متابعو إعلاناتها أنها ستكون ضربةً جذريةً تنهي الخطر المحدق بإسرائيل من جنوب لبنان، ما سيستدعي رداً واسعاً من حزب الله وبعض الأذرع، على نحو يقترب من اشتعال حرب إن لم تكن إقليمية فأوسع نطاقاً.

كما لو أن كل شيءٍ متفقٌ عليه بدقة... بدء المعركة، ومستوى أهدافها، وساعة توقفها، وهذا يحدث دائماً في المعارك المسيطر عليها، إلا أن ما ظهر بعد توقفها، أن كل طرف فيها إدعى نصراً أو على الأقل حقق المراد منها.

غالانت.. اعتبر أن عمليات جيشه نجحت بل أنها أفقدت حزب الله توازنه، وحالت دون أضرار فادحة كان يمكن أن تصيب قلب إسرائيل.

أمّا السيد حسن نصر الله.. فلقد اعتبر معركة الساعتين بمثابة ردٍ أولي سوف تتلوه ردودٌ أوسع وأقوى، وفي هذا الصدد سجّل انتصاراً لمصداقية الرد، ولعجز إسرائيل عن الردع.

كلٌ ليس دقيقاً في تسويق ما حدث، لأن طرفي معركة الساعتين يخاطب كل واحد منهم جمهوره، وفي هذه الحالة فالنصر يظل متنازعاً عليه، ولا يعرف الحقيقة إلا من يكابدها أي من يقع الموت والدمار على رأسه.

 

 

 

Loading...