أحيت مؤسسة ياسر عرفات، أمس، الذكرى التسعين لميلاد الأديب الثائر الراحل ماجد أبو شرار، بقاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات في البيرة.
وحضر الفعالية أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح وأعضاء من المجلس الثوري وشخصيات اعتبارية، وكتّاب.
واستعرض رئيس مجلس إدارة المؤسسة د. أحمد صبح بعض الجوانب والصفات لماجد أبو شرار؛ قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية وعُرف عن كفاءته في التنظيم وقدرته الفائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء، لم يكن رجلاً مكتبياً على الإطلاق بل قائدا ميدانيا كثير التنقل بين المدن والدول.
ثم ألقى كلمة أصدقاء ماجد أبو شرار الكاتب والسياسي نبيل عمرو قال فيها، إن ماجد أبو شرار أحد المجددين في الخطاب السياسي الفلسطيني الداخلي والخارجي؛ والذي عمل من خلال الإعلام الموحد على بث ونشر القضية الفلسطينية بمختلف المحافل الدولية.
ووصف عمرو الشهيد أبو شرار بالصابر والصبور، والمثقف المتمكن، والمناضل الفذ، لافتاً إلى أنه كان "نموذجاً فتحاوياً نادراً، فالأقرب إليه من مجايليه من القادة كان الشهيد كمال عدوان المصنّف كإسلامي بينما أبو شرار كان مُصنّفاً كيساري، ومن رشحه لخلافة كمال عدوان في موقعه عقب استشهاد عدوان كان القومي محمد أبو ميزر المختلف فكرياً وسياسياً بشكل كلي مع ماجد.. كان ماجد أبو شرار نموذجاً لتعايش التيارات الفكرية التي تُنتج إبداعاً، ولا تُنتج شِقاقاً أو انشقاقاً، فهو كان يلعب دور إطفاء الحرائق في حركة فتح لا إشعالها".
كما وصفه عمرو بـ"الجنوبي"، ابن "غزة ودورا" في إشارة إلى ولادته صيف العام 1934، وانتقاله صيف العام 1948 إلى غزة حيث عمل والده في المحكمة المركزية هناك، مشيراً إلى أن "أهل غزة حين كانوا يتحدثون عنه وعن والده، كان يتحدثون وكأنه ولد وترعرع هناك، فكان وحدوياً على أرض الواقع كما فكرياً، وليس بين التيارات داخل حركة فتح، أو بين الفصائل الفلسطينية، بل مع الأشقاء العرب أيضاً.
وألقى كلمة العائلة في كلمة مُسجلة نجله الأكبر سلام أبو شرار، تحدث في بدايتها عن ماجد الأب والإنسان، إذ قال، إن "فقدان الأب لهو شعور صعب، والأصعب من ذلك كان علينا بأننا فقدناه ونحن في أعمار صغيرة، وأن الأخت الصغرى لنا (داليا) كانت في عمر ثلاث سنوات عند استشهاده".
وكشف سلام، عن أن والده السياسي، و"الأديب الثائر"، بكى بحرقة حتى أن من كان خارج الغرفة سمعه يجهش، وهو يودّع شهيد الثورة الفلسطينية، السينمائي والمصوّر هاني جوهرية في بيروت.
وأضاف سلام، كثيرة هي الحكايات التي لا تغيب عن ذهني وأنا أتحدث عن ماجد أبو شرار الأب، منها أنه في مطلع العام 1981، قبل استشهاده، كانت تفجيرات كثيرة تحدث في بيروت، وأحدها كان على مقربة من المكتب خاصته، فما كان منه إلا أن غادره دون مرافقين مسرعاً مهرولاً للاطمئنان على من طالهم القصف، وأنه كان يرفض طلب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، اصطحاب مرافقين لتأمين الحماية له في سفرياته الخارجية، من باب التوفير على الحركة والمنظمة، وبأن هناك من هو بحاجة إلى الأموال التي ستُنفق عليهم، وهو ما كان في رحلته الأخيرة إلى روما، رافضاً طلب "أبو إياد" بضرورة اصطحاب مرافقين لكون الخطر يزداد على حياته.
وشدّد أبو شرار الابن، على محبة ماجد الكبيرة لأبنائه، وخاصة ابنته الصغيرة "داليا"، وعلى أنه كان متواضعاً ومعطاءً، وكان دائماً ما يشدّد على الوحدة الوطنية، وعلى مقاومة اليأس الذي يسعى العدو إلى زراعته في أنفسنا على الدوام.
واشتملت الفعالية التي تأتي ضمن برنامج "الذاكرة الوطنية" لمؤسسة ياسر عرفات، على عرض فيلم عن ماجد أبو شرار بعنوان "الأديب الثائر" عن نص وإلقاء ومونتاج وفاء نصار، تضمن لقاءات نادرة معه، وسردا لشيء من سيرته ومسيرته على كافة الصعد، أديباً وسياسياً ومُناضلاً وشاهداً، قبل اختتامه برائعة الشاعر الكبير محمود درويش في رثائه، علاوة على معرض اشتمل على صور نادرة له في مراحل عمرية ومواقع جغرافية ووظيفية مختلفة، تحت عنوان "صور من الذاكرة الوطنية".