بدء فصل جديد من فصول الحرب الشاملة على الفلسطينيين في كل مكان على أرض الوطن، في غزة حيث الدمار والموت وشلل الأطفال يجتاح القطاع، ولا تقدم يذكر فيما يوصف بإنهاء الحرب ولو عبر مراحل وهدن وتبادل محدود.
وفي الضفة المتحدة مع غزة في الواقع والحلم والوطن، بدأت حملة عسكرية وهذا وصفها وفق ما قال صحفي إسرائيلي:
"شرع الجيش الإسرائيلي في عملية واسعة النطاق لاعتقال المطلوبين، وتدمير البنية التحتية "الإرهابية في السامرة" في مخيمي جنين ونور شمس، والفارعة في الأغوار، كجزء من عملية كبرى على مستوى فرقة عسكرية، يحاصر فيها الجيش المستشفيات القريبة من المخيمات لمنع "الإرهابيين" من الوصول إليها، أمّا وير الخارجية فقد أفصح عن باقي الخطة، وهي قيام إسرائيل بإخلاء كل مخيمات اللاجئين، وتحويلها إلى مناطق إنسانية، أي على غرار تهجيرات غزة المتداولة منذ بدء الحرب.
إنها الحرب الشاملة على فلسطين والفلسطينيين حاضراً ومستقبلاً، عملياتها العسكرية تتخذ أشكالاً متعددة، منطلقها وهدفها واحد، غير أن الذي لا يدركه الإسرائيليون ولا يضعونه في اعتبارهم، هو أن سبعا وخمسين سنة من الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وها هو مستمر إلى الآن، لم تحصد منه إسرائيل سوى الوقوف على سلاحها دون استراحة ولو ليوم واحد.
في هذه الحرب الشاملة التي لم تبدأ اليوم، ولا تنتهي غداً أو أبعد، يملك الفلسطينيون ذخرهم الاستراتيجي فيها، وهي الملايين المتشبثة بالبقاء على أرضها ووطنها، دون أن تفكر في رفع الراية البيضاء، أمام الاحتلال ومخططاته وأدواته.
إنها حرب لن تكسبها إسرائيل، ودليلنا الحاسم على ذلك وقائع ستة وسبعين سنة والفلسطينيون يتكاثرون على أرض وطنهم ويملؤون ديارهم بالأبناء والبنات.
الجسور مفتوحة مع الأشقاء في الأردن، إلا أن الحركة عليها قادمين أكثر من مغادرين، وهذا هو ضمان الفلسطينيين لأن لا تكسب إسرائيل الحرب معهم.