المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو والذي يصلح لأن يسمى بمؤتمر فيلادلفي.. لم يكن مجرد تأكيد على سياسته الرامية إلى إفشال أي جهد لوقف القتال وإنجاز صفقة التبادل "المنشودة"، بل إنه دخول مباشر إلى الحملة الانتخابية الأمريكية، التي يراهن على أن تأتي بحليفه وشريكه في صفقة القرن دونالد ترامب.
الرئيس بايدن لم "يتبهدل" في تاريخه السياسي الطويل بالقدر الذي "بهدله" فيه نتنياهو، إذ كلما حاول الرجل رفع رأسه والتفوه بما يبشر بنجاحه في إبرام صفقة، يقف له نتنياهو بالمرصاد، لا يعارضه فقط بل يفقده صدقيته، وهذا أمر حدث منذ بداية الحرب على غزة حتى يومنا هذا...
الحملة الديموقراطية لإنجاح المرشح كامالا، تعتمد كثيراً على إنجاز لم يتحقق بعد، وأغلب الظن أن لا يتحقق، فإضافة إلى الزعم بأن إدارة بايدن منعت حرباً إقليمية في الشرق الأوسط، فإن جهوداً حثيثة تُبذل لتوفير إنجاز قوامه تخليص الرهائن الإسرائيليين، ووقف المذبحة المروعة ضد الفلسطينيين.
نتنياهو سحب البساط من تحت أقدام الديموقراطيين، وأظهر الرئيس بايدن بمظهر العاجز والفاشل، وهذه أفضل هدية يقدمها نتنياهو لترامب على حساب المرشحة الصاعدة كامالا هاريس.
هذه هي حكاية المؤتمر الصحفي الأخير لنتنياهو وهذا هدفه الحقيقي، في الظاهر هو مؤتمر فيلادلفي، وفي الواقع هو "بهدلة" بايدن وكامالا.