أدت أحداث الأيام الأخيرة بجهاز الأمن إلى تغيير مهم في السياسة في «يهودا» و»السامرة». فمنذ بداية الحرب عرفت المنطقة كـ «ساحة ثانوية»، ساحة ينبغي أن تبقى مستقلة، لكن العمليات الأخيرة أثبتت للمسؤولين أن ذلك لم يعد ممكناً.
الآن يعمل الجيش ضمن تعريف الضفة كساحة ثانية، فوراً بعد غزة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه حالياً هي تعليمات أولية فقط، والتغيير الكبير على الأرض يستغرق وقتاً.
ومع ذلك من المتوقع قريباً وقوع سلسلة عمليات في كل أرجاء الضفة. وفي جهاز الأمن يوضحون أن «الحملة في جنين ليست نهاية المطاف».
في الأسبوع الماضي بدأت حملة المخيمات الصيفية في شمال «السامرة». وهذه هي الحملة الأطول للجيش منذ «السور الواقي» مع طاقمين قتاليين لوائيين يعملان في مخيم جنين وفي طولكرم. وهذه الحملة ستتواصل في الفترة القريبة القادمة.
العمليات القاسية الأخيرة، العملية المزدوجة في غوش عصيون، والعملية في ترقوميا، والعملية التي منعت في عطيرت تثبت أن هناك حاجة لعلاج جذري مهم في كل الجبهة.
في غضون 48 ساعة فقط تحولت الضفة من قنبلة متكتكة إلى قنبلة توجد في مراحل الانفجار.
تتعلق المعضلة في جهاز الأمن أساساً بمنطقة الخليل، التي خرجت منها العمليتان المهمتان في الأيام الأخيرة.
لا يوجد سؤال فيما إذا كان واجبها تقويض «حماس» في الضفة، لكن مع ذلك في جهاز الأمن لا يريدون إلقاء الوليد مع الماء.
عملية محطمة للقواعد من شأنها أن تتسبب بالخطأ بتصعيد واسع، وهذا لا يريدونه في إسرائيل.
بالمقابل يوجد فهم بأنه يجب العمل بشكل عنيف ضد «الإرهاب» القاسي الذي خرج من المدينة، ولهذا يحتمل أن نرى حملات أكبر وأكثر تركيزاً من ناحية استخبارية، إلى جانب أطواق حول المدينة، مثلما يجري منذ الآن.
الامتناع عن تصعيد واسع
في هذه الأثناء، في السلطات المحلية في الضفة يطالبون بالحرب، وإليهم انضمت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، التي دعت الكابينت إلى اتخاذ خطوات طارئة بما فيها الإعلان عن حالة حرب في الضفة.
وعلى حد قولها: «قبل أسبوعين تحرر من المعتقل خمسة من قادة «حماس» في الخليل اعتقلوا في بداية الحرب كجزء من الجهود لمنع الاشتعال في الضفة. وبعد أسبوعين فقط من يوم التحرر نفذت عملية التفجير المزدوجة في غوش عصيون التي خرج منفذاها من الخليل. وبالمعجزة منعت كارثة رهيبة.
في الجيش مصممون على الوصول إلى شهر تشرين الأول، شهر الأعياد، بينما تكون ساحة الضفة هادئة أكثر من الانتفاضة الصغيرة التي تجري حالياً في الميدان.
أما حرب «على المليء» فعلى ما يبدو لن نراها في مناطق واسعة، لكن حملة «مخيمات صيفية» ستتسع قريباً إلى مناطق أخرى في الضفة. في جهاز الأمن يوصون أيضاً باعتقال جهات تحريضية في كل الضفة، ما تطالب به أيضاً وزيرة الاستيطان.
ليس فقط «جز العشب»
التغيير واضح جيداً في الميدان. فإذا كانوا قبل سنة يتحدثون عن نسيج الحياة فإن الخطاب الآن هو عن مستوى العدوانية.
التوصية في جهاز الأمن هي الخروج إلى حملات واسعة مع التشديد على مصادرة أموال «الإرهاب» في كل المنطقة، وليس فقط في شمال «السامرة»، وعن تقويض «حماس» كهدف. ووصف هذا مصدر أمني بقوله: «لا لجز العشب بل لجز الجذر».
يحاول السنوار بكل قوته إشعال المنطقة افتراضاً بأن صفقة المخطوفين في الطريق إلى التفجر، وأن الطريق لمنع الأعمال في القطاع هو احتدام الوضع في الضفة. وإليه ينضم أيضا الإيرانيون الذين يضخون ملايين الشواكل إلى الضفة. ولأن عمال الضفة لا يدخلون للعمل في إسرائيل فإن المال الوفير الكبير في السلطة هو أموال «الإرهاب»، وهذا المال يشعل المنطقة.
مؤخراً، نفذت حملة موضعية للاستيلاء على أموال الإرهاب. في جهاز الأمن يضغطون لتنفيذ حملات مصممة كهذه في كل المنطقة. التوصية، التي رفعها جهاز الأمن عدة مرات هي وقف التركيز في هذا الموضوع على شمال «السامرة» فقط.
قسم من محافل الأمن يعتقد أن العمليات الأخيرة هي نتيجة الأعمال القوية في شمال السامرة، ولهذا فلعلها تهدأ في المستقبل.
آخرون يؤمنون بأن هذه الأعمال هي ذات الانفجارات التي حاول الجيش منعها بكل قوته وأننا في الطريق إلى تصعيد إضافي.
فرضية العمل هي أن عملية كبيرة توجد خلف الزاوية. في الأسبوع الماضي كانت هذه في غوش عصيون ولكنها قد تقع في القدس، في بئر السبع، أو في تل أبيب.
عن «إسرائيل اليوم»